آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تفسير قوله نعالى :{ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام }

قوله تعالى:{ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } 

قال القشيري : يُشير إلى مراتب الصفات الستة ، وهي : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، أي : هو الذي تجلّى للأشياء كلها بذاته الموصوفة بالصفات الستة .يعلم ما يلج في أرض البشرية من المساوئ ، وما يخرج منها بالتخلية والمجاهدة ، وما ينزل من سماء الغيوب على القلوب المطهرة ، من العلوم والأسرار ، وما يعرج فيها من حلاوة الشهود ، وهو معكم أينما كنتم بذاته وصفاته ، على ما يليق بجلال قدسه وكمال كبريائه؛ إذ الصفة لا تُفارق الموصوف فإذا كانت المعية بالعلم لَزِمَ أن تكون بالذات ، فافهم ، وسلِّم إن لم تذق .

حدثني شيخي ، الفقيه المحرر « الجنوي » : أنَّ علماء مصر اجتمعوا للمناظرة في صفة المعية ، فانفصل مجلسهم على أنها بالذات ، على ما يليق به . وسمعتُه أيضاً يقول : إنَّ الفقيه العلامة « سيدي أحمد بن مبارك » لقي الرجل الصالح سيدي « أحمد الصقلي » ، فقال له : كيف تعتقد : { وهو معكم أين ما كنتم } ؟ فقال : بالذات ، فقال له : أشهد أنك من العارفين .

قلت : فبحر الذات متصل ، لا يتصور فيه انفصال ، ولا يخلو منه مكان ولا زمان ، كان ولا زمان ولا مكان ، وهو الآن على ما عليه كان .

وقال الورتجبي : " للعارفين في هذا مقامان : مقام عين الجمع ، ومقام إفراد القديم من الحدوث . فمِن حيث الوحدة والقِدم تتصاغر الأكوان في عزة الرحمن ، وسطوات عظمته ، حتى لا يبقى أثرها . ثم قال : ومِن حيث الجمع باشر نورُ الصفة نورَ العقل ، ونورُ الصفة قائم بالذات ، فيتجلّى بنوره لفعله من ذاته وصفاته ، ثم يتجلّى من الفعل ، فترى جميعَ الوجوه مرآةَ وجوده ، وهو ظاهر لكل شيء ، من كل شيء للعموم بالفعل ، وللخصوص بالاسم والنعت ، ولخصوص الخصوص بالصفة ، وللقائمين بمشاهدة ذاته بالذات ، فهو تعالى منزّه عن البينونة والحلول والافتراق والاجتماع ، وإنما هو ذوق العشق ، ولا يعلم تأويله إلاّ العاشقون " . وحاصل كلامه : أنك إن نظرت للوحدة لم يبقَ مَن تحصل معه المعية؛ إذ لا شيء معه ، وإن نظرت من حيث الجمع والفرق أثبتَ الفرق في عين الجمع فتحصل المعية منه له جمعاً ، ومنه لأثره فرقاً ، ولا فرق حقيقة ، فافهم ، ولا يفهم هذا إلاّ أهل العشق الكامل ، وهم أهل الفنا.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية