أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، من أعلام التصوف في القرن الثاني الهجري في بغداد، ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد والورع والتقوى، وصفه الذهبي بـ "علم الزهاد بركة العصر" سكن بغداد. كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب يقول له قل: "ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه إليه!"، فرجع أليهما، فدق الباب، فقيل: "من"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين"، قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.
سيرته
كان الإمام الكرخي ذا رواية في الحديث , ويذكر الحافظ ابو نعيم ان من مسانيد حديثه هذا الحديث الذي رواه عن عبد الله بن موسى عن عبد الاعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن السيدة عائشة فقالت قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم الشرك أخفى في امتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه ان تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل . وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله ؟ قال الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .
كان معروف الكرخي رضي الله عنه قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء -في هذا الماء- يعصون! أدع الله عليهم!"، فرفع يديه إلى السماء قال: "إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة!" فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع عليهم!"، فقال: "إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شيء".
من أقواله
- -" توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك ، وموضع شكواك ، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقك ، واعلم أن الشفاء من كل بلاء نزل بك كتمانه ، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يمنعونك ولا يعطونك " .
- -" إذا أراد الله بعبد خيرا ، فتح الله عليه باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد بعبد شرا ، أغلق عليه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل " .
- - سال ابو سليمان الداراني معروف الكرخي رضي الله عنهما عن الطائعين بأي شيء قدروا على الطاعة ؟
- فقال : بأخراج الدنيا من قلوبهم , ولو كان منها شيء في قلوبهم ما صحت لهم سجدة ) !! .
- -"الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغي، والكلام يلهي، والمنام ينسي، والطعام يسقي.
- -ما أكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين.
- -السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار.
- - قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.
- - وقال حين سئل: ما علامُة الأولياء؟ فقال: ثلاثٌة: همومهم للهِ، وشغُلهم فيه، وفَرارهم إليه..
وفاته
توفي معروف في بغداد سنة 200 هـ الموافق 815م ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية والمعروفة بإسم مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من مدينة بغداد.