آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تفسير قوله تعالى : إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ .

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } ما قال القوم هذا القول حتى شاهدوا بقلوبهم وعقولهم وارواحهم واسرارهم مشاهدة الحق سبحانه فاذا رأوه قالوا ربنا الله كطلاب الهلال سكتوا فى طلبه فاذا رأوه يقولون هذا الهلال وصاحوا وتصفقوا وضحكوا لهذا القول منهم بعد كشف مشاهدة الحق لهم فلما رأوه احبوه وعرفوه وشربوا من بحار وصاله وجماله وجلاله شربات المحبة والشوق وتمكنوا شربها حتى استقاموا بقوتها فى موازاة روية انوار الآزال والأباد واستقاموا في مراد الله منهم واداء حقائق عبوديته فلا يبقى عليهم خوف الحجاب ولا حزن العتاب قال الله تعالى: { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } قال ابن طاهر استقاموا على ما سبق منهم من الاقرار بالتوحيد فلم يروا سواه منعما ولا شكروا سواه فى حال ولا رجعوا الى غيره وثبتوا معه على منهاج الاستقامة وقال جعفر استقاموا مع الله بحركات القلوب مع مشاهدات التوحيد وقال بعضهم افردوا الله بالملك والربوبية والقدرة واستقاموا على هذه الشروط فلم يخالفوه.

قال الورتجبي: ما قال القوم هذا القول - أي: " ربنا الله " - حتى شاهدوه بقلوبهم، وعقولهم، وأرواحهم، وأسرارهم، مشاهدة الحق سبحانه، فإذا رأوه يقولون: هذا الهلال، وصاحوا، وضحكوا، فهذا القول منهم بعد كشف مشاهدة الحق لهم، فلما رأوه أبحوه وعرفوه، وشربوا من بحار وصالة، حتى تمكنوا، فاستقاموا بقوتها في موازاة رؤية أنوار الأزل والآباد، واستقاموا في مراد الله منهم، وأداء حقوق عبوديته، فلا يبقى عليهم خوف الحجاب، ولا حزن العتاب، قال الله تعالى: { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية