آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ترجمة مختصرة لشيخ الطريقة سيدي جمال الدين بن حمزة رضي الله عنه


شيخ الطريقة القادرية البودشيشية سيدي جمال الدين بن حمزة رضي الله عنه


     هو الشيخ العارف بالله، معدن الحقيقة، ومُتجلّى الشريعة، صاحب الفيْض الجَمالي، والعزّ الكَمالي، الواصل الـمُوَصِّل، سيدي أبو مُنير جمال الدّين، بن شمسِ الحقيقة، ومنار الشّريعة، الشّيخ الوارث المُحمّدي الفرْد، العارف بالله المُجدّد، سَيّدي حمزة قدّس الله سرّه، بن العارف بالله مَعْدِن الوَفاء، ومثجّ الجود، الحسّي والمعنوي، مُوطّئ سبيل الحقائق، ومُجسّر عُبور الرّقائق، الشيخ سيدي العبّاس، بن الشّيخ العارف بالله، المجاهد الرّضيّ، والواصل السَّنِيّ سيدي المختار، سَنداً مُتّصلاً، روحياً وصُلبيّاً، إلى القُطب الهادي، والنّجم الغادي، ذي الطريق المُحمّديّ المُجْتبى، والقلب الـمُفَرِّد العاشق الـمُسْتَبى، الباز الأشهب، والغوث الأَنْجب، سيدي عبد القادر الجيلاني، قدّس الله سره، سنداً مسلسلاً مُؤثَّلاً، إلى سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله، عليه أزكى الصلاة وأبرّ التسليم.
     وُلِد رضي الله عنه بقرية مَداغ العامرة، بناحية بركان بالمملكة المغربية الشّريفة، سنة 1942م، ونمت دوحته المثمرة، في ربوع الزّاوية القادرية البودشيشية المباركة، نهلا من أنوارها، وعبّاً من علوم الحقائق والرّقائق والدّقائق بها، على يد كبار المشايخ الفحول المتفردّين، بدءا بوالده العارف بالله الشيخ سيدي حمزة قدّس الله سره، وجدّه العارف بالله الشيخ سيدي العبّاس الذي أخد عليه عهد الطريقة القادرية البودشيشية، وقد كان قدّس الله سره، يحبه محبة خاصة جعلته يستصفيه لخِدمته، حيث لازمه بسكناه، حتى اختار له زوجته الشريفة الماجدة الصالحة، لالّة فاتحة أمّ البنين، والتي ما تزال، حفظها الله، إلى يومه، متفانية في خدمة الزاوية وأهلها ومحبيها، كما أخذ عن شيخه العارف بالله محيي الطريقة، سيدي بومدين بن المنوّر، طّيب الله ثراه، وثُلّة من الشيوخ العلماء النابغين، الجامعين بين علوم الحِكم والأحْكام، فتلقّى رضي الله عنه القرآن الكريم، وحمل الضّروري من علوم الدين، ليتدرج بعد ذلك في أسلاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية، طالبا للعلوم الشرعية والوقتية، على يد مشايخ أجلاء من أمثال الفقيه العلامة إدريس بن الماحي الإدريسي، والأديب الأريب سيدي محمد بلخياط بثانوية مولاي إدريس بفاس، ثم بكلية الشريعة بها، على يد علماء أفذاذ مثل العلامة سيدي الغازي الحسيني في علم الفرائض، والعلامة سيدي عبد الكريم الدّاودي في الفقه الإسلامي والفقه الإسلامي المقارن، ثم بدار الحديث الحسنية على يد علماء أعلام أماجد، من أمثال العالم الشريف المحدّث الـمُسنِد، سيدي محمد بن حمّاد الصقلي، والفقيه الأصولي سيدي الحسين التّاويل، والعالمة المحدثة عائشة عبد الرحمن، الشهيرة ببنت الشاطئ، رحمة الله عليهم أجمعين، إلى أن توّج ذلك بنيله، رضي الله عنه، دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية والحديث بدار الحديث الحسنية من خلال تحقيق ودراسة مخطوط «إرشاد المنتسب إلى فهم معونة المكتسب وبغية التاجر المحتسب» لأبي سالم العياشي سنة 1415هـ موافق 1955م؛ ودكتوراه الدولة من دار الحديث الحسنية، سنة 1422هـ موافق2011م، بأطروحة تنم عن الإدراك العميق، لضرورة أخذ الأبعاد السياقية المعاصرة بعين الاعتبار، والوعي بها والاستبصار، وقد استهدفت هذه الأطروحة المباركة تجديد أداء مؤسسة الزاوية في واقعنا المعاصر، ورفع كافة التحديات ذات العلاقة. وتَمّ إنجازها تحت عنوان: «مؤسسة الزاوية بالمغرب، بين الأصالة والمعاصرة».
     كما أن الشيخ رضي الله عنه وزاد في مدده، من رجالات التعليم المُحبّين للعلم وتعليمه، الحريصين على الاندراج في الخيرية التي جلاّها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله الذي صح عنه: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» حيث كان يعمل رضي الله عنه خلال سنوات عديدة على تفقد الكتاتيب القرآنية وتوجيه وإرشاد المربين بها بإقليم بركان.
     وقد سرْبله المولى جل وعز، بسِربال إِذْنِ الحَضْرتين، وسلكه في سلك الأفراد المصطفين، الواصلين الموصِّلين، بعد التحاق شيخه ووالده، معدن الكمال، ومنبع الجمال، العارف بالله، سيدي حمزة، قدّس الله سره، بالرفيق الأعلى يوم الأربعاء 19 ربيع الثاني من سنة 1438هـ/2017م من هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعالم الدين ومراسمه إلى المدينة المنورة، زاد الله في بركاتها.وكان ذلك بإذن الله وفضله، طبقا لمَنْطوق الوصّية التي تركها الشيخ سيدي حمزة قدّس الله سرّه في هذا الصدد الجلل، وهي وصية كانت بمثابة التّجسيد والإنفاذ، لما سبق به الإِمداد، وفق النطق المعاد، للشيخ الوالد سيدي حمزة أعلى الله مقامه، والذي نصه: «أللِّي عْنْدي عْنْدْكْ»، وهو يفيد تصريحا أن الإِذْن الشّريف الذي قُلِّده قدّس الله سره، مِنْ لَدُن شيخه الوارث سيدي الحاج العباس طيب الله ثراه، كان إذْنا مُثَنى، لم يكن الشيخ سيدي جمال رضي الله عنه منه مُستثنى، والحمد لله على ذلك، زاد الله في مدد شيخنا وبركاته، وأدامه ذخرا لهذا الفضل ومَراماته، ونفعنا بهديه المحمدي وتقويماته، آمين،والحمد لله رب العالمين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية