{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }
جوابُ هذا الخطابِ محذوفٌ... أي أَفمن شرح اللَّهُ صَدْرَه للإسلام كمن ليس كذلك؟
لمَّا نزلت هذه الآيةُ " سُئِلَ الرسولُ - صلى الله عيله وسلم - عن الشرح المذكور فيها، فقال: " ذلك نورٌ يُقْذَفُ في القلب " فقيل: وهل لذلك أَمارة؟
قال: " نعم؛ التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله " ".
والنورُ الذي مِنْ قِبَلِهِ - سبحانه - نورُ اللّوائح بنجوم العلم، ثم نورُ اللوامع ببيان الفَهْم، ثم نورُ المحاضرة بزوائد اليقين، ثم نورُ المكاشفة بتَجلي الصفات، ثم نور المشاهدة بظهور الذات، ثم أنوار الصمدية بحقائق التوحيد... وعند ذلك فلا وَجْدَ ولا فقد، ولا قُرْب ولا بـُعْدَ... كلاّ بل هو الله الواحد القهار.
{ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }: اي الصلبة قلوبهم، لم تقرعها خواطرُ التعريف فبقيت عَلَى نَكْرَةِ الجَحْد... أُولئك في الضلالة الباقية، والجهالة الدائمة.
تفسير لطائف الإشارات / القشيري