آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الانسان خليفة الله في أرضه .

الإشارة : من شرف هذا الآدمي أن جعله خليفة عنه ، في ملكه ، يتصرف فيه بنيابته عنه ، ثم إن هذا التصرف يتفاوت على قدر الهمم ، فبقدر ما ترتفع الهمة عن هذا العالم يقع للروح التصرف في هذا الوجود ، فالعوام إنما يتصرفون فيما ملَّكهم الله من الأملاك الحسية .

والخواص يتصرفون بالهمة في الوجود بأسره ، وخواص الخواص يتصرفُون بالله ، أمرُهم بأمر الله ، إن قالوا لشيء : كن يكون بإذن الله ، مع إرادة الله وسابق علمه وقدره ، وإلا فالهمم لا تخرق أسوار الأقدار ، والحاصل : أن من بقي مع الأكوان شهودًا وافتقارًا ، كان محبوسًا معها ، ومن كان مع المكون كانت الأكوان معه ، يتصرف فيها بإذن الله ، خليفة عنه فيها ، وهم متفاوتون في ذلك كما تقدم .وقال تعالى : { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } أي : خلفاء عنه تتصرفون في الوجود بأسره بأرواحكم ، وأنتم في الأرض بأشباحكم ، { ورفع بعضكم فوق بعض درجات } ؛ من أقطاب وأوتاد ونجباء ونقباء وغير ذلك ، مما هو مذكور في محله . خرطنا الله في سلكهم ومنحنا ما منحهم ، بمنَّه وكرمه ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبه ونبيه . آمين والحمد لله رب العالمين .

تفسير ابن عجيبة


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية