آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية ( 17 ) ما تَرَكَ من الجهل شيئاً مَنْ شيئاً مَنْ أراد أن يَحْدُثَ في الوقت غيرُ ما أظْهَرَهُ اللهُ فيه.

ولما أدخلك الحضرة دلك على آدابها فقال رضي الله عنه: ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله فيه, الجهل هو ضد العلم وقيل هو عدم العلم بالمقصود وهو على قسمين بسيط ومركب, فالبسيط أن يجهل ويعلم أنه جاهل; والمركب أن يجهل جهله, وأقبح الجهل الجهل بالله وإنكاره بعد طلب معرفته. 

من آداب العارف الحقيقي أن يقرالأشياء في محلها ويسير معها على سيرها فكلما أبرزته القدرة للعيان فهو في غاية الكمال والإتقان. 

وقال أبو الحسن النوري رضي الله عنه: "مراد الله من خلقه ما هم عليه فإذا أقام الله عبداً في مقام من المقامات فالواجب على العارف أن يقره فيه بقلبه كائناً ما كان, فإن كان لا تسلمه الشريعة رغبة في الخروج عنه بالسياسة وينظر ما يفعل الله"، قال بعضهم: " من عامل الخلق بالشريعة طال خصمه معهم ومن عاملهم بالحقيقة عذرهم". 

والواجب أن يعاملهم في الظاهر بالشريعة فيذكرهم, وفي الباطن بالحقيقة فيعذرهم, ومن أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله تعالى في نفسه أو في غيره فقد جمع الجهل كله ولم يترك منه شيئاً حيث عارض القدر ونازع القادر، وقد قال تعالى:" إن ربك فعال لما يريد"وقال:" ولو شاء ربك ما فعلوه"وقال:" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

وفي بعض الأخبار يقول الله تبارك وتعالى:" من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليخرج من تحت سمائي وليتخذ رباً سواي"، وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما :" لإن الحس جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أو لشيء لم يكن ليته كان ".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية