وتــــرى القـــــومَ سُكــارى وهــمُ ليســـوا سُكـــــارى
لكــــنْ المحبـوبُ أرخـَـــــى عـــنْ مُحيّـــــاهُ السِتــَـارا
شاهـــَـدوا معنــىً رقيقـــــاً سـُلِبـَــتْ فيــه العَــــذارى
واحتســــوا منــْـه رحِيقــــاً خَلعـوا فيــهِ العِــــــــذارا
لـو تـــَـرى يـا صــاحِ لمّـــا كأسُ مَحْياهُـــــــــــمُ دارا
لتـــــرَكْتَ الأهــلَ طـُـــــرّاً واتخــذتَ الحــــــــانَ دارا
وَوَهبـْــتَ الروحَ ساقـي الرّ احِ مُـــذ ْ بالــراحِ جــــــارا
شاكـراً إذْ بَعـْـــــد بُعْــــــدٍ صــَــرتَ للْخَمـَّـارِ جــــارا
أيُّهــا الساقـِـــي تـَكـَـــــرَّم ْ واسقِنـي تلـــكَ العُقــــــارا
اسقنيهـــــــــا إنَّ قلبـِـي لـمْ يُطـِـقْ عنْهـــا اصطِبــارا
هاتِهــا صهبـــــاءَ بِكـْـــــراً تجعــلُ الليـــلَ نَهــــــارا
هاتِهـــا صِرْفــــــاً خفــــاءً هاتهـــا مْزجــاً جِهـــــارا
هـي ريحانـِـي وروحـــِــــــي وبهــا العقــلُ استنــــــارا
وهــي للجســم قيــــــــــامٌ ولهــــا كــانَ خِمـــــارا
كنـــتَ تسْقينــــي قُبيـــــــلاً مِنْهـا كاســــــاتٍ صِغــارا
أتَرانــي اليـــــومَ أرضــــــى منهــــا كاسـاتٍ كِبـــــارا
لسـتُ أرضـــــــــــى غيرَ أنيِّ أحتَسي تِلــكَ البـِحــــارا
ثـــــُــــــــمَّ لا أدْرِي أ أُروى أمْ أذوقُ الإحتِضـــــارا
شــــــاديَ القـــــــومِ أعِدْ لي ذكـــرَ مـــنْ زارَ وســـارا
تارِكـاً فــــــــــــي القَلْبِ نوراً تارِكــاً فــــي الجِسْـــمِ نارا
بالصَّبــا غنِّ لِروحــــــــي وأشـــــد ُ للنفــسِ الحصـارا
عَلَّهــــا تعلـــــمُ حقـــــــاً أنَّ للـــــــــــــــــهِ الفِــــــرارا
فبــه تـَفـْـنــــى فَتحَيــــــا فتـرى الكـونَ إعْتِبـــــــارا
وتــرى الأفـــــــلاكَ تجـْـــرِي وإلـى اللــــهِ القـــَـــرارا