النفَس : بفتح الفاء عبارة عن دقيقة من الزمان قدر ما يخرج النفس ويرجع ، وهو أوسع من الطرفة ، والطرفة أوسع من اللحظة وهى رمق البصر ورده والقدر : هو العلم السابق للأشياء قبل أن تظهر ، وهو علم أوقاتها وأماكنها ومقاديرها وعدد أفرادها ، وما يعرض لها من الكيفيات ، وما ينزل بها من الأفات .
فإذا علمت أيها الإنسان أن أنفاسك قد عمها القدر ، ولا يصدر منك ولا من غيرك إلا ما سبق به علمه وجرى به قلمه لزمك أن ترضى بكل ما يجرى به القضاء ، فأنفاسك معدودة ، وطرفاتك ولحظاتك محصورة فإذا أنتهى آخر أنفاسك رحلت إلى آخرتك ، وإذا كانت الأنفاس معدودة فما بالك بالخطوات والخطرات وغير ذلك من التصرفات.
وحقيقة الرضا : تلقى المهالك بوجه ضاحك وحقيقة التسليم : إستواء النقمة والنعيم ، بحيث لا يختار فى أيهما يقيم وهذا هو مقام أهل الكمال الذين تحققوا بالزوال نفعنا الله بذكرهم ، وخرطنا فى سلكهم آمين.