قال الإمام الجنيد رضي الله عنه :
علامة كمال الحب : دوام ذكره في القلب بالفرح والسرور ، والشوق إليه ، والأنس به ، وأثرة محبة نفسه ، والرضا بكل ما يصنع .
وعلامة أنسه بالله : استلذاذ الخلوة ، وحلاوة المناجاة ، واستفراغ كله حتى لايكاد يعقل الدنيا وما فيها ولا يحمل هذا على الأنس بالخلق ، فيرتب على مدارج المعقول ، كما لا يحمل المحبة على محبة الخلق فيكون بمعاني العقول ، لأنه حال منها ، وإنما هو طمأنينة وسكون إليه ، ووجد حلاوة منه واستراحة وروح بما أوجدهم . وقد أنكر الأنس من لا مقام له فيه كما أنكر المحبة أيضا من لا معرفة له بها ، لأنه تخيل فيها محبة المخلوق وتمثل لها صفاتهم فقال :
لا يعرف المحبة ولا يعقلها إلا المخلوق ، وليس إلا الخوف والهيبة.