آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ضوابط الأخذ الروحي في الطريقة القادرية البودشيشية(الاعتقاد)

   يعتبر الاعتقاد من أهم ضوابط الأخذ التربوي في الطريقة القادرية البودشيشية فهو مدار السير إلى الله وغايته حيث لا يمكن الأخذ عن الشيخ المربي بدون اعتقاد .

   وقد جمع الصوفية بين النظر في العقائد والذوق وبالطبع اعتبروا الاشتغال بذكر لا اله إلا لله بإشراف الشيخ المربي أساس هذا الذوق. وكلما كان الشيخ راسخا في العبودية ومتحققا بمعاني وحقائق التوحيد ، إلا وكانت همته عالية وسطوته الروحية كبيرة وقادرا على الزج بالمريد برفق في بحر التوحيد. ويغلب على أصحاب الكمال الروحي عدم الاشتغال النظري بقضايا التوحيد، وكف المريدين عن الخوض في معانيه ودقائقه ، لكون اللغة أو العبارة لا تفي بالغرض ،كما أن ذلك يكون مدخلا للادعاء والتمظهر بالمعرفة والتي لم يتحقق بها المريد.

   ويغلب على شيخنا سيدي حمزة (1)النهي عن الحديث فيما يسمى بحقائق التوحيد ويذكرنا دائما بقول الصوفي الجليل أبو العباس المرسي"إذا أردت أن تسلم اجعل الجمع في قلبك والفرق على لسانك" داعيا إلى الاشتغال بأمور الشرع والتفقه في الدين والاهتمام بالطهارة حسا ومعنا والتوجه إلى الله بالكلية والأدب مع المولى والتناصح في الله والسلوك والتنافس في الذكر وقراءة القران والطاعات والبر بالوالدين والقربى واجتناب اللغو والغيبة ومجالس السفه ويلح على إتقان العمل والإخلاص فيه والمسارعة إلى خدمة الناس و قضاء حوائجهم ،و إتيان الأسباب في الكسب مع مشاهدة المسبب ويذكرنا بحكمة ابن عطاء الله"الغافل إذا أصبح نظر فيما فعل والعاقل إذا أصبح نظر ماذا فعل الله به" فالعارف عنده هو الذي ورث من رسول الله الخوف الدائم من مكر الله وسكون القلب عند مجاري الأقدار.

ومن المعلوم عند أهل الاختصاص والاعتقاد أن صحبة الشيخ المربي الحقيقي الذي يملك إجازة صريحة من شيخه بسند متصل لا شبهة فيه إلى رسول الله صلى عليه وسلم ، تنقل المريد من تلك التوهمات والتمثلات غير السليمة لقضايا الإيمان إلى صفاء التوحيد.

   وقد ابتليت الأمة بمن تجرأ على الذات الإلهية بالتشبيه والذات المحمدية بعدم التوقير والتعظيم وعلى الصحابة الكرام بالسب والتنقيص وعلى الأمة بالتكفير والتبديع والتفسيق بغير حق ولا علم.ولذا فمنهج شيخنا سيدي حمزة يقوم على التنزيه وعلى تعظيم وتوقير ومحبة سيد المرسلين والإكثار من الصلاة عليه ،صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ،ومحبة أمهات المؤمنين واعتبارهن منارات الهدى والتقوى والعفاف والصلاح وكذلك الصحابة الكرام أجمعين وكل من شهدت له الأمة بالخيرية ثم تعظيم حرمات المسلمين والمؤمنين ،والدعاء للصالح والطالح ،الحي والميت.

   والحديث عن أهل الولاية والصلاح والعلم، الغرض منه التأسي لا التقديس.وكنت اسمع من شيخي سيدي حمزة قوله"إن المريدين والشيخ سواسية أمام الله كأسنان المشط واقتضت حكمة الله ان يكون هذا مريدا وهذا شيخا".

   إن العلاقة الروحية بين الشيخ والمريد هي تعاون على البر والتقوى وسعي متواصل لادراك التوحيد وخضوع واستسلام للأمر الإلهي .لذلك كان ولازال الاهتمام بذكر كلمة التوحيد ، لأنها أساس التحقق بمضامين الإيمان واليقين بالله والحضور الدائم معه والتحرر من الغفلة والتعالي على الخلق،والله اعلم.

خالد ميار الادريسي

1 - توفي قدس الله سره فجر اليوم الأربعاء19 ربيع الآخر 1438 (18 يناير 2017).

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية