المولد النبوي الشريف
إن تركيز الشيخ سيدي حمزة القادري بودشيش على الاجتهاد والحث القوي لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بكل ما للمريدين من طاقة مادية ومعنوية وروحية ،وبشكل جمالي واحتفالي لا نظير له في العالم، لهو دليل على حضور هذا الاقتران النبوي الروحي في وجدان الشيخ ومريديه بشكل مستمر ومستنير،وكيف لا يكون والطريقة عبر طول السنة ليلا ونهارا سرا وجهارا قد تسهر على تأسيس هذه المحبة النبوية من خلال الإصرار على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وختمه مع إهداء ثوابه وجزائه إلى روح النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمن وأيضا الإكثار من الصلاة عليه بشتى الصيغ والعبارات ،سواء في الأوراد الرئيسية الملزمة أو المدائح والقصائد وليالي السماع والنشيد المرهف للقلوب والمنعش للروح بمنشطاته الفياضة .
كما أن على رأس هذه الصلوات قد نجد الصلاة الجمالية والصلاة الكمالية أو الكاملة ثم الصلاة المشيشية والإبراهيمية ،ناهيك عن قراءة كتب السيرة النبوية وقصيدتي البردة والهمزية وغيرهما ،مع كتاب دلائل الخيرات كورد وأحزاب ،جماعات وفرادى،وبأعداد لا حصر لها عبر العالم بواسطة الفقراء المريدين من العرب والأعاجم ،وعبر المغرب وسائر القارات ،والذين قد يتم التقاؤهم بطواعية طائعة في هذه المناسبة العظيمة كتجسيد لعالمية الرسالة المحمدية ومحمدية الوراثة الحمزوية،التي ألبس حلتها البهية ولغتها الروحية الوجدانية شيخنا سيدي حمزة ،على نمط لهجة ذوقية حالية ومتمايلة سكرا وطربا وشوقا وفرحا بمولد النور والهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أو ليس هذا هو لب الاقتران بل الفناء في المحبوب ومحو في ذاته لا يبقي للغير أثر ولا نظر؟.والاقتران كما في الحكم العقلي والتجربة النفسية السليمة هو نتيجة العادة والعادة بنت التكرار والاستحضار...
أوليس هذا الاقتران التذكيري وتكرار حضوره بالصلوات والتوسلات والدعوات والمدائح والقصيد كفيل بأن يلبس هؤلاء القوم حلة قرينهم وصاحبهم وحبيبهم لحد الاندماج به وتعقب الأنفاس في شم أريج النفحات ،والنسمات العطرة، الصادرة عنه مسكا وطيبا صلى الله عليه وسلم؟...
بلى، بلى،بلى !فالطريقة القادرية البودشيشية أهل كل الأهلية لهذا التواصل والتوسل والتجمل والتأمل،خاصة وأن أستاذها وشيخها عارف بالله وقطب روحي محقق لا مجرد منمق،وهذا حكم عن قرب وتجربة واقتران مدى الأعوام والسنين...
وبهذا فقد استحق أن يكون أبا روحيا بارا وموجها عطوفا كريما،قادرا على الإنتاج وتوليد الأحوال وتزويد الأرواح بما فيه الكفاية من السعادة والأفراح.وهو بهذا الحال والمقال والمقام قد كان وما يزال نعم الأب والمربي وكان مريدوه ،وما يزالوا وقد يزدادون، نعم الأولاد ونعم النحل الممتثل والمجد ،لأنهم يرشفون من حوض الولادة النبوية الشرعية الطيبة الطاهرة . حيث:
أبان مولده عن طيب عنصره
يا طيب مبتدأ منه ومختتم
الدكتور محمد بنيعيش