آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدعوى وغلبة الهوى

الإشارة 

قال العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة : قد نفى الله تعالى الخصوصية عن أربعة أنفس من أنفس المدعين ، منها :

نفس دخلت بحر الحقيقة بالعلم ، وتبحرت في علمها دون الحال والذوق ، وأهملت مراسم الشريعة حتى سقطت هيبتها من قلبها ، فانسل منها الإيمان والإسلام انسلال الشعرة من العجين . 
ومنها : نفس سائبة أهملت المجاهدة وانسابت في الغفلة ، وأخذت الولاية بالوراثة من أسلافها ، دعوى ، أو ظهرت عليها خوارق ، استدراجًا ، مع إصرارها على كبائر العيوب. 
ومنها : نفس وصلت إلى الأولياء وصحبتهم ، وخرجت عنهم قبل كمال التربية ، وتصدرت للشيخوخة قبل إبانها. 
ومنها : نفس حمت ظهرها من التجريد ، ووفرت جاهها مع العبيد ، وادعت كمال التوحيد وأسرار التفريد ، لمجرد مطالعة الأوراق ، من غير صحبة أهل الأذواق ، وهؤلاء بعداء من حيث يظنون القرب ، مردودون من حيث يظنون القبول ، والعياذ بالله من الدعوى وغلبة الهوى ، فإذا قيل لهؤلاء : تعالوا إلى من يعرفكم بربكم ، ويخرجكم من سجن نفوسكم ، قالوا : نتبع ما وجدنا عليه أسلافنا ، فيقال لهم : أتتبعونهم ولو كانوا جاهلين بالله؟ .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية