آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إياك ايها المريد ان تحجبك المجاهدة عن المشاهدة

   ومن الناس من تحجبه المجاهدة عن المشاهدة فتسطو عليه الأحوال , فتحول بينه وبين الغاية القصوى . 
   ومناهج الخلق متفاوتة لا تجري على منهاج واحد . قال الله تعالى : 

- ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
- ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) .

   وكل شخص إنما يعبر عن وجهته التي خصه الله بها , ولذلك كان النظر في الكتب يضعف المسالك لتشعبها وكثرتها عند اختلاف الهمم لا سيما من جبلت طبيعته على علم الظاهر , فإنه أبعد الناس عن الطريق , ما لم يداركه الله بفتح منه , لأن التشريع كل حكمة تحتها حكم , من لم يفهمها فبستانه مزهر غير مثمر , ومن هنا وقع الإنكارحتى امتحن الله كثيراً من الصوفية على أيدي علماء الظاهر , عندما نسبوهم للكفر والزندقة والبدعة والضلال . وسر الخصوصية يقتضي ذلك لا محالة :

- ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )
- ( ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون )

   وما هلكت الأمم السابقة إلا بقولهم :( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) .

   فتحصل أن الإنسان إذا جال مع النفس في ميدانها فجاهدها حتى هذبها وطهرها من الأوصاف الحاجبة لها , رجعت نفسه حينئذ إلى أصلها وهي الحضرة التي كانت فيها , إذ لم تكن بينها وبين الحضرة إلا الحجب الظلمانية , فلما تخلصت منها رجعت إلى أصلها نوراً مشرقاً في قالب ظلمانى فصارت عنده ياقوتة مكنونة تطوى عليها أصداف المكنونات .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية