« الجمال: هو تجلّية بوجهه لذاته فلجماله المطلق جلال هو قهاريته للكل عند تجليه بوجهه فلم يبق احد حتى يراه، وهو علو الجمال وله دنوّ يدنو به منا، وهو ظهوره في الكل... ولهذا الجمال جلال هو احتجابه بتعينات الاكوان، فلكل جمال جلال، ووراء كل جلال جمال، ولما كان في الجلال ونعوته معنى الاحتجاب والعزة لزمه العلو والقهر من الحضرة الالهية والخضوع والهيبة منا، ولما كان في الجمال ونعوته معنى الدنو والسفور لزمه اللطف والرحمة من الحضرة الالهية والانس منّا ».
« الجمال على نوعيه: جمال مطلق وجمال مقيّد. فالجمال المطلق لا يليق الا بالله، نور السماوات والارض، وهو الجمال الالهي الذي لا يعلل، ولا يكيّف ولا يمثل. ولا يعرف كنهه الا هو... والجمال المقيّد ايضا نوعان: جمال كلي: وهو الجمال الالهي الساري من ذلك الجمال المطلق فيها سوى الله. من عقل، ونفس وفلك وكوكب وطبيعة وجسم وهيولى وعنصر... وجمال جزئي وهو: خفي وجلي. فالخفي: جمال في الشيء معقول عن الحقائق مجرد عن الحواس، ولا يدرك الا بنور العقل الذي يناسبه.
والجمال الجلي: وهو الذي تعلق بالجسوم لا على جهة الحلول فيها، انما هو اشراق وانارة، وهو مدرك الحواسي التي لا تدرك شيئا الا مع اشكال الجسوم واوضاعها، وعلى ما أدركته تؤديه الى الخيال، والذي ادركته انما هو مجلى الجمال ومظهره لا ذاته».