قال الإمام الحداد: و جاهد تشاهد، و اغنم الوعد بالهدى ، هدىً نصرُهُ في العنكبوت شاهد ، في سورة العنكبوت {وَالذّينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلََنَا}مع أنّهم ما جاهدوا إلا بعد الهداية ، لكن تلك هداية توفيق، والآن تأتي هداية كشف و فتح للغيب، فهذه الهداية الثانية بعد المجاهدة.
الهداية الأولى هداية التوفيق بها جاهدوا ، و إلا كيف يجاهدون بلا هداية ، فلما جاهدوا بهداية التوفيق قال الله خذوا هداية ثانية الآن أعطيكم إياها من نوع أعلى ثاني أكبر، و هي هداية الكشف و العيان، حتى يصبح المشهودات الغيبية عنده كأنه يشهدها رأي العين ، و يقول كما قال سيدنا أبو بكر و سيدنا علي بن أبي طالب : (لو كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً، لو كُشف الغطاء ما ازددت يقينا).