آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية( 247 ) : الْكَائِنُ فِى الْكَوْنِ وَلَمْ تُفْتَحْ لَهُ مَيَادِينُ الْغُيُوبِ مَسْجُونٌ بِمُحِيطَاتِهِ.

(الْكَائِنُ فِى الْكَوْنِ وَلَمْ تُفْتَحْ لَهُ مَيَادِينُ الْغُيُوبِ مَسْجُونٌ بِمُحِيطَاتِهِ وَمَحْصُورٌ فِى هَيْكَلِ ذَاتِهِ )

ميادين الغيوب هي ما أدركته الروح حين خرجت من ضيق الأشباح إلى عالم الأرواح ، ومن فضاء الشهود إلى معرفة الملك المعبود ، فما دام الإنسان في الكون بحيث لا يشهد إلا الكون ، ولا يدرك إلا الحس ولم تفتح له ميادين الغيوب ، أي لم يخرج إلى فضاء الشهود ، فهو مسجون بمحيطاته أي بالأكوان المحيطة به كالسموات والأفلاك الدائرة به فهو في سجن الأكوان محصور أيضاً في هيكل ذاته ، أي في شكل بشريته وكثائف جسمه ، فإذا غلبت روحانيته على بشريته فقد خرجت من حصر الهيكل وإذا نفذت بصيرته إلى فضاء الملكوت أو بحار الجبروت فقد خرجت من سجن الأكوانإلى شهود المكون ، فحينئذ تتحرر من رق الأكوان ، وتحظى بنعيم الشهود والعيان .

وأما ما دام محصوراً في الهيكل مسجوناً في الأكوان ، فهو محجوب عن الله ولو كان عالماً بالعلوم الرسمية متبحراً فيها ، إذ لا يزيده التغلغل فيها إلا حجاباً عن الله .وقد قال الشيخ أبو الحسن : (التغلغل في علم الظاهر يضر بصاحبه في علم الخصوص) أو ما هذا معناه .

وقال في قوت القلوب : (كل من لم يفتح له في هذا العلم (علم الباطن) فهو من أهل اليمين ، وكل من فتح له في علم الباطن فهو من المقربين السابقين) وهو ظاهر ، لأن علم الرسوم لايخرجه من سجن الأكوان فهو من الأكوان على الدوام وإذا كان مع الأكوان فاته شهود المكون.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية