آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الاعتزاز والأنس بحب الله

الاعتزاز :
فأما الاعتزاز، فلأن محب الله حاز ما لا يحوزه عاشقو الأعراض والصور، فقويت بربه شوكته، وعز به جانبه، وهانت الدنيا عنده، ويكفيه أنه يستمد اعتزازه من محبوبه الأسمى الذي له العزة جميعا. وأما الأنس به تعالى، بما هو "سرور القلب بشهود جمال الحبيب، من غير استشعار رقيب، وهي حالة توجب انتعاش المحب"، واستيحاشه بالبعد عنه، فإنه من لوازم المحبة لا ريب.
الولاء لله:

بولائك لله، وليس لخلق الله المغرورين ، والسجود قمة الحب، لأنه فيه يتجسد كمال العبودية، وتمام الطاعة، ونهاية القرب، ولذلك يفزع إليه أهل المحبة كلما أرادوا وصالا. يقول الشاعر:
أراد الخلائق مني انحنـاء لغيرك لم أحن هذا الجبيـنا

فالحب الإلهي ليس مجرد شطحة فكرية أو تجربة فنية، ولكنه مرتبط بالسلوك والممارسة ارتباطا لزوميا، لذلك لا يكتفي بأن يقر حبه في الجنان، ويلهج به اللسان، ولكنه يترجمه إلى عبادة عملية تشارك فيها بصدق حار -رغم وهن الجسم- كل الجوارح.
وأظهر معالم ذلك الذكر اللهج باسم المحبوب،لأن "من أحب شيئا أكثر من ذكره، إذ اللسان ترجمان القلب". ويروى أن قيسا كان يدور في الأزقة ويقول: ليلى ليلى دائما، لا يخلط باسمها شيئا. وإذا كان هذا ثمرة حب ليلى، فكيف بمجنون الحب برب ليلى؟

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية