فأما الاعتزاز، فلأن محب الله حاز ما لا يحوزه عاشقو الأعراض والصور، فقويت بربه شوكته، وعز به جانبه، وهانت الدنيا عنده، ويكفيه أنه يستمد اعتزازه من محبوبه الأسمى الذي له العزة جميعا. وأما الأنس به تعالى، بما هو "سرور القلب بشهود جمال الحبيب، من غير استشعار رقيب، وهي حالة توجب انتعاش المحب"، واستيحاشه بالبعد عنه، فإنه من لوازم المحبة لا ريب.
الولاء لله:
بولائك لله، وليس لخلق الله المغرورين ، والسجود قمة الحب، لأنه فيه يتجسد كمال العبودية، وتمام الطاعة، ونهاية القرب، ولذلك يفزع إليه أهل المحبة كلما أرادوا وصالا. يقول الشاعر:
أراد الخلائق مني انحنـاء لغيرك لم أحن هذا الجبيـنا
وأظهر معالم ذلك الذكر اللهج باسم المحبوب،لأن "من أحب شيئا أكثر من ذكره، إذ اللسان ترجمان القلب". ويروى أن قيسا كان يدور في الأزقة ويقول: ليلى ليلى دائما، لا يخلط باسمها شيئا. وإذا كان هذا ثمرة حب ليلى، فكيف بمجنون الحب برب ليلى؟