ازداد الشيخ سيدي حمزة بن العباس بن المختار القادري بودشيش سنة 1341 هـ / 1922مبقرية مداغ من إقليم بركان شرق المغرب الأقصى حيث مقر زاوية سلفه الشرفاء القادريين البودشيشيين.
أتقن سيدي حمزة حفظ كتاب الله وأنهى دراسته بالسلك الأول من التكوين العلمي، و لم يتجاوز عمره 14 سنة. ثم أخذ في تلقي العلوم الشرعية بزاوية سلفه، قبل أن يشد الرحال الى مدينة وجدة لاستكمال التكوين، فانتظم في المعهد الإسلامي، التابع يومئذ لنظام جامعة القرويين.
وفي سنة 1940 عاد سيدي حمزة إلى الزاوية لمزيد النهل من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية تحت إشراف وتوجيه العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني.
ويشاء القادر الحكيم سبحانه أن يشرع كل من سيدي حمزة و والده، حوالي سنة 1944،في سلوك طريق السير إلى الله بكل حزم وعزم. على يد "وليهما المرشد " الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي.
وكان الشيخ أبو مدين في حياته يوصي والد سيدي حمزة به خيرا ويصرح بتقدمه في درجات المعرفة وحقائق اليقين. ثم شاء الله أن يستخلف الشيخ أبو مدين سيدي العباس بن المختار على القيام بمهمة الإرشاد في هذه الطريقة الصوفية القادرية. وقبيل انتقال هذا المرشد إلى جوار ربه، ترك وصيته التي أشهد عليها كبار الطريقة إلى سيدي حمزة الذي كان مؤهلا كامل التأهيل ليكون نعم الخلف لخير السلف في الدلالة على طريق الله،وتحبيب الله إلى العباد، وتحبيب العباد إلى الله.
تقلد الشيخ سيدي حمزة منذ سنة 1972 مهمة الإرشاد في الطريقة القادرية البودشيشية، فجدد أذكارها ونظم سيرها مما زاد في إحيائها وتنشيطها، فتوسعت دائرتها،وكثر معتنقوها في العديد من المدن والقرى المغربية. ثم ازدادت إشعاعا خارج القطرالمغربي. ويلاحظ أنها أصبحت في وقته مقصودة من قبل صنف الشباب خاصة والمتعطشين إلى المعرفة عامة، وأنها أضحت تستقبل ثلة من المتخصصين في شتى مناحي العلوم الإسلامية والإنسانية ، ومن المثقفين على اختلاف مشاربهم ولغاتهم,