بيان خطر اللسان :
اعلم أن خطر اللسان عظيم ، ولا نجاة منه إلا بالنطق بالخير ، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه " .
وقال " معاذ بن جبل " قلت : " يا رسول الله ، أنؤاخذ بما نقول ؟ " فقال : " يا ابن جبل ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " .
وكان " ابن مسعود " رضي الله عنه يقول : " يا لسان : قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " من كف لسانه ستر الله عورته ، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره " .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت " .
وعنه عليه الصلاة والسلام : " اخزن لسانك إلا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان " .
اعلم أن خطر اللسان عظيم ، ولا نجاة منه إلا بالنطق بالخير ، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه " .
وقال " معاذ بن جبل " قلت : " يا رسول الله ، أنؤاخذ بما نقول ؟ " فقال : " يا ابن جبل ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " .
وكان " ابن مسعود " رضي الله عنه يقول : " يا لسان : قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " من كف لسانه ستر الله عورته ، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره " .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت " .
وعنه عليه الصلاة والسلام : " اخزن لسانك إلا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان " .
جمل من آفات اللسان
الآفة الأولى : الكلام فيما لا يعني
اعلم أن رأس مال العبد أوقاته ، فمهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثوابا في الآخرة فقد ضيع رأس ماله ؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
وسببه الباعث عليه هو الحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه ، أو تزجية الأوقات بحكايات أحوال لا فائدة فيها . وعلاج ذلك كله أن يعلم أن أنفاسه رأس ماله ، وأن لسانه شبكة يقدر أن يقتنص بها الخيرات الحسان ، فإهماله ذلك وتضييعه خسران مبين .
الآفة الثانية : فضول الكلام
وهو أيضا مذموم ، وهذا يتناول الخوض فيما لا يعني ، والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة ، فإن من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر ، ويمكنه أن يجسمه ويكرره ، ومهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين ، فالثانية فضول - أي فضل عن الحاجة - وهو أيضا مذموم ؛ لما سبق ، وإن لم يكن فيه إثم ولا ضرر .
واعلم أن فضول الكلام لا ينحصر ، بل المهم محصور في كتاب الله تعالى ، قال الله عز وجل : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) [ النساء : 114 ] وقال - صلى الله عليه وسلم - : " طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه ، وأنفق الفضل من ماله " .
فانظر كيف قلب الناس الأمر في ذلك ، فأمسكوا فضل المال ، وأطلقوا فضل اللسان ، قال " عطاء " : إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر ، أو تنطق لحاجتك في معيشتك التي لا بد منها . أتنكرون أن عليكم حافظين ( كراما كاتبين ) [ الانفطار : 11 ] ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) [ ق : 17 ، 18 ] أما يستحي أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه ؟ وقال " ابن عمر " : " إن أحق ما طهر الرجل لسانه " . وفي أثر : " ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان " .
الآفة الأولى : الكلام فيما لا يعني
اعلم أن رأس مال العبد أوقاته ، فمهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثوابا في الآخرة فقد ضيع رأس ماله ؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
وسببه الباعث عليه هو الحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه ، أو تزجية الأوقات بحكايات أحوال لا فائدة فيها . وعلاج ذلك كله أن يعلم أن أنفاسه رأس ماله ، وأن لسانه شبكة يقدر أن يقتنص بها الخيرات الحسان ، فإهماله ذلك وتضييعه خسران مبين .
الآفة الثانية : فضول الكلام
وهو أيضا مذموم ، وهذا يتناول الخوض فيما لا يعني ، والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة ، فإن من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر ، ويمكنه أن يجسمه ويكرره ، ومهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين ، فالثانية فضول - أي فضل عن الحاجة - وهو أيضا مذموم ؛ لما سبق ، وإن لم يكن فيه إثم ولا ضرر .
واعلم أن فضول الكلام لا ينحصر ، بل المهم محصور في كتاب الله تعالى ، قال الله عز وجل : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) [ النساء : 114 ] وقال - صلى الله عليه وسلم - : " طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه ، وأنفق الفضل من ماله " .
فانظر كيف قلب الناس الأمر في ذلك ، فأمسكوا فضل المال ، وأطلقوا فضل اللسان ، قال " عطاء " : إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر ، أو تنطق لحاجتك في معيشتك التي لا بد منها . أتنكرون أن عليكم حافظين ( كراما كاتبين ) [ الانفطار : 11 ] ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) [ ق : 17 ، 18 ] أما يستحي أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه ؟ وقال " ابن عمر " : " إن أحق ما طهر الرجل لسانه " . وفي أثر : " ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان " .
الآفة الثالثة : الخوض في الباطل
وهو الكلام في المعاصي ، كحكاية أحوال النساء ، ومجالس الخمر ، ومقامات الفساق ، وتكبر الجبابرة ، ومراسمهم المذمومة ، وأحوالهم المكروهة ، فإن ذلك مما لا يحل الخوض فيه . وأكثر الناس يتجالسون للتفرج بالحديث ، ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل . وأنواع الباطل لا يمكن حصرها ؛ لكثرتها وتفننها ، فلذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا . وفي الحديث : " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل " ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( وكنا نخوض مع الخائضين ) [ المدثر : 45 ] وبقوله تعالى : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) [ النساء : 140 ] .
وهو الكلام في المعاصي ، كحكاية أحوال النساء ، ومجالس الخمر ، ومقامات الفساق ، وتكبر الجبابرة ، ومراسمهم المذمومة ، وأحوالهم المكروهة ، فإن ذلك مما لا يحل الخوض فيه . وأكثر الناس يتجالسون للتفرج بالحديث ، ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل . وأنواع الباطل لا يمكن حصرها ؛ لكثرتها وتفننها ، فلذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا . وفي الحديث : " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل " ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( وكنا نخوض مع الخائضين ) [ المدثر : 45 ] وبقوله تعالى : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) [ النساء : 140 ] .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة".
الآفة الرابعة : المراء والجدال
وذلك منهي عنه ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " لا تمار أخاك ، ولا تمازحه ، ولا تعده موعدا فتخلفه " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " ما ضل قوم بعد أن هداهم الله إلا أوتوا الجدل " .
وعنه : " لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا " .
وقال بلال بن سعد : " إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته " ، وقال ابن أبي ليلى : " لا أماري صاحبي ، فإما أن أكذبه وإما أن أغضبه " وما ورد في ذم المراء والجدال أكثر من أن يحصى .
وحد المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه ، إما في اللفظ ، وإما في المعنى ، وإما في قصد المتكلم ، وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض ، فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به ، وإن كان باطلا أو كذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه .
والواجب إن جرى الجدل في مسألة علمية السكوت أو السؤال في معرض الاستفادة ، لا على وجه العناد والنكادة ، أو التلطف في التعريف لا في معرض الطعن ، وأما قصد إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل فيه - فهي المجادلة المحظورة التي لا نجاة من إثمها إلا بالسكوت ، وما الباعث عليها إلا الترفع بإظهار العلم والفضل ، والتهجم على الغير بإظهار نقصه ، وهما صفتان مهلكتان . ولا تنفك المماراة عن الإيذاء ، وتهييج الغضب ، وحمل المعترض عليه على أن يعود فينصر كلامه بما يمكنه من حق أو باطل ، ويقدح في قائله بكل ما يتصور له ، فيثور الشجار بين المتماريين . وأما علاجه فهو بأن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله ، والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره .
الآفة الخامسة : الخصومة
وهي أيضا مذمومة ، وهي وراء الجدال والمراء ، وحقيقتها لجاج في الكلام ليستوفى به مال أو حق مقصود ، وفي الحديث : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " . ولا تكون الخصومة مذمومة إلا إن كانت بالباطل أو بغير علم ، كالذي يدافع قبل أن يعلم الحق في أي جانب ، أو يمزج بخصومته كلمات مؤذية لا حاجة لها في نصرة الحجة وإظهار الحق ، أو يحمله على الخصومة محض العناد ؛ لقهر الخصم وكسره ، مع أنه قد يستحقر ذلك القدر من المال . وفي الناس من يصرح به ويقول : " إنما قصدي عناده وكسر غرضه ، وإني إن أخذت منه هذا المال ربما رميت به في بئر ولا أبالي " وهذا مقصوده اللدد والخصومة واللجاج ، وهو مذموم جدا . فأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ، ومن غير قصد عناد وإيذاء - ففعله ليس بحرام ، ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، فإن ضبط اللسان في الخصومة على قدر الاعتدال متعذر ، والخصومة توغر الصدر ، وتهيج الغضب ، وإذا هاج نسي المتنازع فيه وبقي الحقد بين المتخاصمين ، حتى يفرح كل واحد بمساءة صاحبه ويحزن بمسرته ، ويطلق اللسان في عرضه ، فمن بدأ بالخصومة فقد تعرض لهذه المحذورات ، وأقل ما فيه تشويش خاطره ، حتى إنه في صلاته يشتغل بمحاجة خصمه ، فلا يبقى الأمر على حد الواجب ، فالخصومة مبدأ كل شر وكذا المراء والجدال ، فينبغي أن لا يفتح بابه إلا لضرورة ، وعند الضرورة ينبغي أن يحفظ اللسان والقلب عن تبعات الخصومة ، وذلك متعذر جدا . نعم أقل ما يفوته في الخصومة والمراء والجدال طيب الكلام ، وقد قال الله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) [ البقرة : 83 ] ، وقال " ابن عباس " رضي الله عنهما : " من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه السلام وإن كان مجوسيا ؛ إن الله تعالى يقول : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) [ النساء : 86 ] وقال " ابن عباس " أيضا : " لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه " ، وفي الحديث : " الكلمة الطيبة صدقة " ، وقال " عمر "رضي الله عنه : " البر شيء هين ، وجه طليق ، وكلام لين " . وقال بعض الحكماء : " الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح " ، وقال آخر : " كل كلام لا يسخط ربك إلا أنك ترضي به جليسك ، فلا تكن به عليه بخيلا ، فلعله يعوضك منه ثواب المحسنين " .
وهي أيضا مذمومة ، وهي وراء الجدال والمراء ، وحقيقتها لجاج في الكلام ليستوفى به مال أو حق مقصود ، وفي الحديث : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " . ولا تكون الخصومة مذمومة إلا إن كانت بالباطل أو بغير علم ، كالذي يدافع قبل أن يعلم الحق في أي جانب ، أو يمزج بخصومته كلمات مؤذية لا حاجة لها في نصرة الحجة وإظهار الحق ، أو يحمله على الخصومة محض العناد ؛ لقهر الخصم وكسره ، مع أنه قد يستحقر ذلك القدر من المال . وفي الناس من يصرح به ويقول : " إنما قصدي عناده وكسر غرضه ، وإني إن أخذت منه هذا المال ربما رميت به في بئر ولا أبالي " وهذا مقصوده اللدد والخصومة واللجاج ، وهو مذموم جدا . فأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ، ومن غير قصد عناد وإيذاء - ففعله ليس بحرام ، ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، فإن ضبط اللسان في الخصومة على قدر الاعتدال متعذر ، والخصومة توغر الصدر ، وتهيج الغضب ، وإذا هاج نسي المتنازع فيه وبقي الحقد بين المتخاصمين ، حتى يفرح كل واحد بمساءة صاحبه ويحزن بمسرته ، ويطلق اللسان في عرضه ، فمن بدأ بالخصومة فقد تعرض لهذه المحذورات ، وأقل ما فيه تشويش خاطره ، حتى إنه في صلاته يشتغل بمحاجة خصمه ، فلا يبقى الأمر على حد الواجب ، فالخصومة مبدأ كل شر وكذا المراء والجدال ، فينبغي أن لا يفتح بابه إلا لضرورة ، وعند الضرورة ينبغي أن يحفظ اللسان والقلب عن تبعات الخصومة ، وذلك متعذر جدا . نعم أقل ما يفوته في الخصومة والمراء والجدال طيب الكلام ، وقد قال الله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) [ البقرة : 83 ] ، وقال " ابن عباس " رضي الله عنهما : " من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه السلام وإن كان مجوسيا ؛ إن الله تعالى يقول : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) [ النساء : 86 ] وقال " ابن عباس " أيضا : " لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه " ، وفي الحديث : " الكلمة الطيبة صدقة " ، وقال " عمر "رضي الله عنه : " البر شيء هين ، وجه طليق ، وكلام لين " . وقال بعض الحكماء : " الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح " ، وقال آخر : " كل كلام لا يسخط ربك إلا أنك ترضي به جليسك ، فلا تكن به عليه بخيلا ، فلعله يعوضك منه ثواب المحسنين " .
الآفة السادسة : التقعر في الكلام
وهو التشدق ، وتكلف السجع ، والفصاحة ، والتصنع فيه ، فإنه من التكلف الممقوت ، إذ ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده ، ومقصود الكلام التفهيم للغرض ، وما وراء ذلك تصنع مذموم ، ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ التذكير والخطابة من غير إفراط ولا إغراب ، فلرشاقة اللفظ تأثير في ذلك .
وهو التشدق ، وتكلف السجع ، والفصاحة ، والتصنع فيه ، فإنه من التكلف الممقوت ، إذ ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده ، ومقصود الكلام التفهيم للغرض ، وما وراء ذلك تصنع مذموم ، ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ التذكير والخطابة من غير إفراط ولا إغراب ، فلرشاقة اللفظ تأثير في ذلك .
الآفة السابعة : الفحش والسب وبذاءة اللسان
وهو مذموم ومنهي عنه ، ومصدره الخبث واللؤم ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والفحش ، فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش " .
ونهى رسول الله عليه السلام عن أن تسب قتلى بدر من المشركين فقال : " لا تسبوا هؤلاء ؛ فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ، ألا إن البذاء لؤم " . وقال عليه السلام : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " . وعنه : " إن الله لا يحب الفاحش المتفحش الصياح في الأسواق " .
وحد الفحش هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة ، وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع ومما يتعلق به ، فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه ، وأهل الصلاح يتحاشون عنها ، بل يدلون عليها بالرموز والكناية ، قال " ابن عباس " : " إن الله حيي كريم ، يعفو ويكنو ، كنى باللمس عن الجماع " . فالمسيس والمس والدخول كنايات عن الوقاع وليست بفاحشة . وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ، ويستعمل أكثرها في الشتم والتعيير ، وكل ما يستحيا منه فلا ينبغي أن يذكر ألفاظه الصريحة ؛ فإنه فحش .
والباعث على الفحش إما قصد الإيذاء ، وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق ، وأهل الخبث واللؤم ، ومن عادتهم السب .
روي أن أعرابيا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أوصني " ، فقال : " عليك بتقوى الله ، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ، يكن وباله عليه وأجره لك ، ولا تسبن شيئا " قال : " فما سببت شيئا بعده " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " ملعون من سب والديه " ، وفي رواية : " من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه " ، قالوا : " يا رسول الله ، كيف يسب الرجل والديه ؟ " قال : " يسب أبا الرجل فيسب الآخر أباه " .
وهو مذموم ومنهي عنه ، ومصدره الخبث واللؤم ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والفحش ، فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش " .
ونهى رسول الله عليه السلام عن أن تسب قتلى بدر من المشركين فقال : " لا تسبوا هؤلاء ؛ فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ، ألا إن البذاء لؤم " . وقال عليه السلام : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " . وعنه : " إن الله لا يحب الفاحش المتفحش الصياح في الأسواق " .
وحد الفحش هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة ، وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع ومما يتعلق به ، فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه ، وأهل الصلاح يتحاشون عنها ، بل يدلون عليها بالرموز والكناية ، قال " ابن عباس " : " إن الله حيي كريم ، يعفو ويكنو ، كنى باللمس عن الجماع " . فالمسيس والمس والدخول كنايات عن الوقاع وليست بفاحشة . وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ، ويستعمل أكثرها في الشتم والتعيير ، وكل ما يستحيا منه فلا ينبغي أن يذكر ألفاظه الصريحة ؛ فإنه فحش .
والباعث على الفحش إما قصد الإيذاء ، وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق ، وأهل الخبث واللؤم ، ومن عادتهم السب .
روي أن أعرابيا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أوصني " ، فقال : " عليك بتقوى الله ، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ، يكن وباله عليه وأجره لك ، ولا تسبن شيئا " قال : " فما سببت شيئا بعده " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر " .
وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " ملعون من سب والديه " ، وفي رواية : " من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه " ، قالوا : " يا رسول الله ، كيف يسب الرجل والديه ؟ " قال : " يسب أبا الرجل فيسب الآخر أباه " .
الآفة الثامنة : اللعن
اللعن إما لحيوان أو جماد أو إنسان ، وكل ذلك مذموم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المؤمن ليس بلعان " .
واللعن عبارة عن الطرد والإبعاد من الله تعالى ، وذلك غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده من الله عز وجل وهو الكفر والظلم ، وفي لعن فاسق معين خطر ، فليجتنب ولو بعد موته ، بل قد يكون أشد إن كان فيه أذى للحي ، وفي الحديث : " لا تسبوا الأموات فتؤذوا به الأحياء " ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر ، حتى الدعاء على الظالم فإنه مذموم ، وفي الخبر : " إن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافئه " .
اللعن إما لحيوان أو جماد أو إنسان ، وكل ذلك مذموم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المؤمن ليس بلعان " .
واللعن عبارة عن الطرد والإبعاد من الله تعالى ، وذلك غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده من الله عز وجل وهو الكفر والظلم ، وفي لعن فاسق معين خطر ، فليجتنب ولو بعد موته ، بل قد يكون أشد إن كان فيه أذى للحي ، وفي الحديث : " لا تسبوا الأموات فتؤذوا به الأحياء " ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر ، حتى الدعاء على الظالم فإنه مذموم ، وفي الخبر : " إن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافئه " .
الآفة التاسعة : الغناء والشعر
والمذموم منهما ما اشتمل على محرم أو دعاء إليه ، كتشبيب بمعين ، وهجاء ، وتشبه بالنساء ، وتهييج لفاحشة ، ولحوق بأهل الخلاعة والمجون ، وصرف الوقت إليه ، ونحو ذلك ، وما خلا عن ذلك فهو مباح .
والمذموم منهما ما اشتمل على محرم أو دعاء إليه ، كتشبيب بمعين ، وهجاء ، وتشبه بالنساء ، وتهييج لفاحشة ، ولحوق بأهل الخلاعة والمجون ، وصرف الوقت إليه ، ونحو ذلك ، وما خلا عن ذلك فهو مباح .
الآفة العاشرة : المزاح
والمنهي عنه المذموم منه هو المداومة عليه والإفراط فيه ، فأما المداومة فلأنه اشتغال باللعب والهزل ، وأما الإفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك ، والضغينة في بعض الأحوال ، ويسقط المهابة والوقار ، وأما ما يخلو عن هذه الأمور ، فلا يذم ، كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا " ألا إن مثله يقدر على أن يمزح ولا يقول إلا حقا ، وأما غيره إذا فتح باب المزاح كان غرضه أن يضحك الناس كيفما كان .
وقد قال " عمر " : " من مزح استخف به " .
وقال " سعيد بن العاص " لابنه : " يا بني ، لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا الدنيء فيجترئ عليك " .
وقيل : لكل شيء بذر ، وبذر العداوة المزاح " ويقال : " المزاح مسلبة للنهى ، مقطعة للأصدقاء " .
ومن الغلط العظيم أن يتخذ المزاح حرفة يواظب عليه ، ويفرط فيه ، ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو كمن يدور نهاره مع الزنوج ينظر إليهم وإلى رقصهم ، ويتمسك بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن " لعائشة " في النظر إلى رقص الزنوج في يوم عيد ، وهو خطأ .
وبالجملة فإن كنت تقدر على أن تمزح ، ولا تقول إلا حقا ، ولا تؤذي قلبا ، ولا تفرط فيه ، وتقتصر عليه أحيانا على الندور - فلا حرج عليك فيه .
ومن مطايباته - صلى الله عليه وسلم - ما روي أن عجوزا أتته ، فقال لها : " لا يدخل الجنة عجوز ، " فبكت ، فقال لها : "إنك لست بعجوز يومئذ ، قال الله تعالى : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا ) [ الواقعة : 35 ، 36 ] وجاءت امرأة إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالت : " إن زوجي يدعوك " قال : " ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض ؟ " قالت : " والله ما بعينه بياض " ، قال : " بلى إن بعينه بياضا " ، فقالت : " لا والله " فقال - صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد إلا وبعينه بياض " وأراد بالبياض المحيط بالحدقة .
وجاءت امرأة أخرى فقالت : " يا رسول الله احملني على بعير " ، فقال : " بل نحملك على ابن البعير " فقالت : " ما أصنع به ؟! إنه لا يحملني " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ما من بعير إلا وهو ابن بعير " .
وقال " أنس " : كان " لأبي طلحة " ابن يقال له " أبو عمير " ، وكان رسول الله يأتيهم ويقول : " أبا عمير ، ما فعل النغير " النغير كان يلعب به ، وهو فرخ العصفور .
وقالت " عائشة " رضي الله عنها : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر ، فقال : " تعالي حتى أسابقك " فشددت علي درعي ، ثم خططنا خطا فقمنا عليه واستبقنا ، فسبقني وقال : " هذه مكان ذي المجاز " وذلك أنه جاء يوما ونحن بذي المجاز وأنا جارية ، فقد بعثني أبي بشيء ، فقال : " أعطينيه " ، فأبيت وسعيت ، وسعى في أثري فلم يدركني .
وقالت أيضا : كان عندي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسودة بنت زمعة ، فصنعت خزيرا وجئت به ، فقلت لسودة : " كلي " ، فقالت : " لا أحبه " ، فقلت : " والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك " ، فقالت : " ما أنا ذائقته " ، فأخذت بيدي من الصحفة شيئا منه فلطخت به وجهها ، ورسول الله جالس بيني وبينها ، فخفض لها ركبته لتستقيد ، فتناولت من الصحفة شيئا فمسحت به وجهي ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك .
وعن " أبي سلمة " أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يدلع لسانه " للحسن بن علي " رضي الله عنهما ، فيرى الصبي لسانه فيهش له .
وقال : " عيينة الفزاري " : " والله ليكونن لي الابن قد تزوج وبقل وجهه وما قبلته قط " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " إن من لا يرحم لا يرحم " .
فأكثر هذه المطايبات منقولة مع النساء والصبيان ، وكان ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - معالجة لضعف قلوبهم من غير ميل إلى هزل .
وقال - صلى الله عليه وسلم - مرة " لصهيب "وبه رمد وهو يأكل تمرا : " أتأكل التمر وأنت رمد " فقال : " إنما آكل بالشق الآخر يا رسول الله " فتبسم صلى الله عليه وسلم . قال بعض الرواة : "حتى نظرت إلى نواجذه " .
والمنهي عنه المذموم منه هو المداومة عليه والإفراط فيه ، فأما المداومة فلأنه اشتغال باللعب والهزل ، وأما الإفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك ، والضغينة في بعض الأحوال ، ويسقط المهابة والوقار ، وأما ما يخلو عن هذه الأمور ، فلا يذم ، كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا " ألا إن مثله يقدر على أن يمزح ولا يقول إلا حقا ، وأما غيره إذا فتح باب المزاح كان غرضه أن يضحك الناس كيفما كان .
وقد قال " عمر " : " من مزح استخف به " .
وقال " سعيد بن العاص " لابنه : " يا بني ، لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا الدنيء فيجترئ عليك " .
وقيل : لكل شيء بذر ، وبذر العداوة المزاح " ويقال : " المزاح مسلبة للنهى ، مقطعة للأصدقاء " .
ومن الغلط العظيم أن يتخذ المزاح حرفة يواظب عليه ، ويفرط فيه ، ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو كمن يدور نهاره مع الزنوج ينظر إليهم وإلى رقصهم ، ويتمسك بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن " لعائشة " في النظر إلى رقص الزنوج في يوم عيد ، وهو خطأ .
وبالجملة فإن كنت تقدر على أن تمزح ، ولا تقول إلا حقا ، ولا تؤذي قلبا ، ولا تفرط فيه ، وتقتصر عليه أحيانا على الندور - فلا حرج عليك فيه .
ومن مطايباته - صلى الله عليه وسلم - ما روي أن عجوزا أتته ، فقال لها : " لا يدخل الجنة عجوز ، " فبكت ، فقال لها : "إنك لست بعجوز يومئذ ، قال الله تعالى : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا ) [ الواقعة : 35 ، 36 ] وجاءت امرأة إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالت : " إن زوجي يدعوك " قال : " ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض ؟ " قالت : " والله ما بعينه بياض " ، قال : " بلى إن بعينه بياضا " ، فقالت : " لا والله " فقال - صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد إلا وبعينه بياض " وأراد بالبياض المحيط بالحدقة .
وجاءت امرأة أخرى فقالت : " يا رسول الله احملني على بعير " ، فقال : " بل نحملك على ابن البعير " فقالت : " ما أصنع به ؟! إنه لا يحملني " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ما من بعير إلا وهو ابن بعير " .
وقال " أنس " : كان " لأبي طلحة " ابن يقال له " أبو عمير " ، وكان رسول الله يأتيهم ويقول : " أبا عمير ، ما فعل النغير " النغير كان يلعب به ، وهو فرخ العصفور .
وقالت " عائشة " رضي الله عنها : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر ، فقال : " تعالي حتى أسابقك " فشددت علي درعي ، ثم خططنا خطا فقمنا عليه واستبقنا ، فسبقني وقال : " هذه مكان ذي المجاز " وذلك أنه جاء يوما ونحن بذي المجاز وأنا جارية ، فقد بعثني أبي بشيء ، فقال : " أعطينيه " ، فأبيت وسعيت ، وسعى في أثري فلم يدركني .
وقالت أيضا : كان عندي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسودة بنت زمعة ، فصنعت خزيرا وجئت به ، فقلت لسودة : " كلي " ، فقالت : " لا أحبه " ، فقلت : " والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك " ، فقالت : " ما أنا ذائقته " ، فأخذت بيدي من الصحفة شيئا منه فلطخت به وجهها ، ورسول الله جالس بيني وبينها ، فخفض لها ركبته لتستقيد ، فتناولت من الصحفة شيئا فمسحت به وجهي ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك .
وعن " أبي سلمة " أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يدلع لسانه " للحسن بن علي " رضي الله عنهما ، فيرى الصبي لسانه فيهش له .
وقال : " عيينة الفزاري " : " والله ليكونن لي الابن قد تزوج وبقل وجهه وما قبلته قط " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " إن من لا يرحم لا يرحم " .
فأكثر هذه المطايبات منقولة مع النساء والصبيان ، وكان ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - معالجة لضعف قلوبهم من غير ميل إلى هزل .
وقال - صلى الله عليه وسلم - مرة " لصهيب "وبه رمد وهو يأكل تمرا : " أتأكل التمر وأنت رمد " فقال : " إنما آكل بالشق الآخر يا رسول الله " فتبسم صلى الله عليه وسلم . قال بعض الرواة : "حتى نظرت إلى نواجذه " .
وكان " نعيمان الأنصاري " رجلا مزاحا ، لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول : " يا رسول الله ، هذا قد اشتريته لك وأهديته لك " فإذا جاء صاحبها يتقاضاه بالثمن جاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : " يا رسول الله أعطه ثمن متاعه " فيقول له - صلى الله عليه وسلم - : " أولم تهده لنا ؟! " فيقول : " يا رسول الله ، إنه لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكل منه " فيضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ويأمر لصاحبه بثمنه . فهذه مطايبات يباح مثلها على الندور لا على الدوام.
إحياء علوم الدين