آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حالهم في المُرِيد والمُرَاد

المُرِيْد: مُرَادٌ في الحقيقة، والمُرَادُ: مُرِيْد؛ لأن المريد لله تعالى: لا يريد إلا بإرادة من الله تقدمت له؛قال الله تعالى: { يحبهم ويحبونه }، وقال: { رضي الله عنهم ورضوا عنه }، وقال: { ثم تاب عليهم ليتوبوا }،فكانت إرادته لهـم سبب إرادتهم لـه؛ إذ علة كل شيء صنعه، ولا علة لصنعه، ومن أراده الحق فمحال أن لا يريده العبد، فجعل: المريد مرادا، والمراد مريدا، غير أن المريد: هو الذي سبق اجتهاده كشوفه، والمراد:هو الذي سبق كشوفه اجتهاده.

فالمريد: هو الذي قال الله تعالى عنه: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }، وهو الذي يريده الله تعالى فيقبل بقلبه، ويحدث فيه لطفا يثير منه فيه: الاجتهاد فيه، والإقبال عليه، والإرادة له، ثم يكاشفه الأحوال؛ كما قال حارثة:" عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي "، ثم قال:" وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا "، فأخبر: أن كشوف أحوال الغيب له كان عقيب عزوفه عن الدنيا.

والمراد: هو الذي يجذبه الحق جذبه القدرة، ويكاشفه بالأحوال، فيثير قوة الشهود منه اجتهادا فيه، وإقبالا عليه، وتحملا لأثقاله؛ كسحرة فرعون: لما كوشفوا بالحال في الوقت، سهل عليهم تحمل ما توعدهم به فرعون فقالوا:" لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض ". وكما فعل بعمر بن الخطاب: أقبل يريد قتل رسول الله، فأسره الحق في سبيله. وكقصة إبراهيم بن ادهم: خرج يطلب الصيد متلهيا،فنودي:" ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت " مرتين، ونودي في الثالثة: من قَرَبُوس سرجه، فقال:" والله لا عصيت الله بعد يومي هذا ما عصمني ربي"؛ هذه جذبة القدرة: كوشفوا بالأحوال، فأُسْقِطُوا عن النفوس والأموال.
أنشدني الفقيه أبو عبد الله البرقي لنفسه:
مريد صفا منه سر الفؤاد 
 فهام به السِّـرُّ في كل واد
ففي أي واد سعى لم يجد 
 له ملجأ غير مولى العباد
صفا بالوفاء وفى بالصفا 
 ونور الصفاء سراج الفؤاد
أراد وما كان حتى أريد 
 فطوبى ل،ه من مريد مراد
التعرف لمذهب أهل التصوف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية