"هل يسقط التكليف عن عباده الخواص ؟ نعم
بمعنى أن التكليف مأخوذ من الكلفة وهي المشقة فيعبدون الله تعالى بلا مشقة وكلفة بل يتلذذون بها ويطربون" .يقول الشيخ فتح الله بناني: "فأهل الولاية لما كمل فناؤهم في الله وبقاؤهم بالله كانت أحوالهم وحركاتهم وسكناتهم جارية على قوانين الشريعة المحمدية في كل لمحة ونفس بكرة وعشيا وامتزجت أنوار المتابعة بدمهم ولحمهم وعظمهم وصارت لهم طبعا وديدنا في سرهم وجهرهم ولم تبق لهم مشقة في ارتكابها بل صارت لهم أحلى من الزبد بالسكر والعسل وانتفى عنهم فيها الكسل والفشل وتعجبوا من التخلف عنها في حال أو مقال ..وقالوا أيضا كما قال متبوعهم إمام أهل الفضل والكمال صلى الله عليه وسلم وآله: أرحنا بها يا بلال .
وبعد الفنا في الله كن كيفما تشا فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر
وهذا معنى قول بعض الكبار يصل العبد أي الكامل في المعرفة إلى مقام يسقط عنه فيه التكليف أي مشقته لا نفسه فافهم وشد يدك على هذا المذهب".