شدّة التعلّق بالمحبوب يورّث الحنين والأنين حتى أنّه لا يسكن إلاّ إذا لحق بمحبوبه،قالت رابعة العدوية :"محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه."
و قال أحدهم:" من قتلته محبته فديته رؤيته ، و من قتله عشقه فديته منادمته."
و فضلا عن كلّ ذلك فقد"ذهب المحبون لله بشرف الدنيا و الآخرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع من أحب"فهُم مع الله تعالى.
كما ييسّر للمحب الصادق في المحبة الترقي السريع في الأطوار، فلا يمكث كغيره المُدد الطويلة ليصل إلى المبتغى،فيصل إلى المقصود في الترقية في أقصر وقت يتقلب في أطوار المقامات،لأنّ التقلب في أطوار المقامات و الترقي من شيء منها إلى شيء طريق المحبين،و من أخذ في طريق المجاهدة من قوله تعالى:"و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا" تحقق له المراد. ومن أخذ في طريق المحبوبين يطوي بساط أطوار المقامات و يندرج فيه صفوها،و خالصها بأتمّ وصفها،و المقامات لا تقيّده و لا تحبسه وهو يقيّدها و يحبسها بترقية منها و انتزاعه صفوها و خالصها،لأنّه حيث أشرقت عليه أنوار الحب الخاص خلع ملابس صفات النفس ونعوتها،و المقامات كلها مصفية للنعوت و الصفات النفسانية،فالزهد يصفيه عن الرغبة،و التوكل يصفيه عن قلّة الاعتماد المتولّد عن جهل النفس،و الرضا يصفيه عن ضربان عرق المنازعة،و المنازعة لبقاء جمود النفس ما أشرق عليها شموس المحبّة الخاصة فبقي ظلمتها وجمودها،لهذا قال أحدهم:" فإذا تقلّب في أطوار المقامات لعوام المحبين، وطي بساط الأطوار لخواص المحبين وهم المحبوبون ، تخلفت عن هممهم المقامات ، وربما كانت المقامات على مدارج طبقات السماوات:وهي مواطن من يتعثّر في أذيال بقاياه.
ومنتهى ما يطلبه المحب أن يحرر إرادته من التعلّق بكلّ شيء حتى من المحبّة نفسها،فلا تتعلّق همّته بغير المحبوب بالفناء عن المحبّة نفسها،قال أبو يعقوب السوسي:"لا تصح المحبّة حتى تخرج من رؤية المحبة إلى رؤية المحبوب بفناء المحبّة من حيث كان له المحبوب في الغيب ولم يكن هذا بالمحبة،فإذا خرج المحب إلى هذه النسبة كان محبا من غبر محبة"،و يقرب منه ما نقل عن الشبلي عندما سئل عن المحبّة ؛ فقال:كأس لها وهج إذا استقر في الحواس وسكن في النفوس تلاشت.
و قال أحدهم:" من قتلته محبته فديته رؤيته ، و من قتله عشقه فديته منادمته."
و فضلا عن كلّ ذلك فقد"ذهب المحبون لله بشرف الدنيا و الآخرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع من أحب"فهُم مع الله تعالى.
كما ييسّر للمحب الصادق في المحبة الترقي السريع في الأطوار، فلا يمكث كغيره المُدد الطويلة ليصل إلى المبتغى،فيصل إلى المقصود في الترقية في أقصر وقت يتقلب في أطوار المقامات،لأنّ التقلب في أطوار المقامات و الترقي من شيء منها إلى شيء طريق المحبين،و من أخذ في طريق المجاهدة من قوله تعالى:"و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا" تحقق له المراد. ومن أخذ في طريق المحبوبين يطوي بساط أطوار المقامات و يندرج فيه صفوها،و خالصها بأتمّ وصفها،و المقامات لا تقيّده و لا تحبسه وهو يقيّدها و يحبسها بترقية منها و انتزاعه صفوها و خالصها،لأنّه حيث أشرقت عليه أنوار الحب الخاص خلع ملابس صفات النفس ونعوتها،و المقامات كلها مصفية للنعوت و الصفات النفسانية،فالزهد يصفيه عن الرغبة،و التوكل يصفيه عن قلّة الاعتماد المتولّد عن جهل النفس،و الرضا يصفيه عن ضربان عرق المنازعة،و المنازعة لبقاء جمود النفس ما أشرق عليها شموس المحبّة الخاصة فبقي ظلمتها وجمودها،لهذا قال أحدهم:" فإذا تقلّب في أطوار المقامات لعوام المحبين، وطي بساط الأطوار لخواص المحبين وهم المحبوبون ، تخلفت عن هممهم المقامات ، وربما كانت المقامات على مدارج طبقات السماوات:وهي مواطن من يتعثّر في أذيال بقاياه.
ومنتهى ما يطلبه المحب أن يحرر إرادته من التعلّق بكلّ شيء حتى من المحبّة نفسها،فلا تتعلّق همّته بغير المحبوب بالفناء عن المحبّة نفسها،قال أبو يعقوب السوسي:"لا تصح المحبّة حتى تخرج من رؤية المحبة إلى رؤية المحبوب بفناء المحبّة من حيث كان له المحبوب في الغيب ولم يكن هذا بالمحبة،فإذا خرج المحب إلى هذه النسبة كان محبا من غبر محبة"،و يقرب منه ما نقل عن الشبلي عندما سئل عن المحبّة ؛ فقال:كأس لها وهج إذا استقر في الحواس وسكن في النفوس تلاشت.