الصدق: إسقاط حظوظ النفس في الوجهة إلى الله تعالى تعويلا على ثلج اليقين أو استواء الظاهر والباطن في الأقوال والأفعال والأحوال وملازمة الكتمان غيرة على أسرار الرحمان. وحاصله: تصفية الباطن من الإلتفاتات إلى الغير بالكلية، والفرق بينه وبين الإخلاص أن الإخلاص ينفي الشرك الجلي والخفي والصدق ينفي النفاق والمداهنة بالكلية فمثال الصدق مع الإخلاص كالتشحرة للذهب فهو ينفي عنه عوارض النفاق ويصفيه من كدورات الأوهام وكذلك أن صاحب الإخلاص لا يخلوا من مداهنة النفس ومسامحة الهوى بخلاف الصدق فإنه يذهب بالمداهنات ويرفع المسامحات إذ لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره فيما دق أو جل. وعلامة الصدق: استواء السر والعلانية. فلا يبالي صاحب الصدق بكشف ما يكره إطلاع الناس عليه ولا يستحيي من ظهوره لغيره اكتفاء بعلم الله به فصدق العامة: تصفية الأعمال من طاب الأعراض وصدق الخاصة: تصفية الأحوال من قصد غير الله وصدق خاصة الخاصة: تصفية مشرب التوحيد من الالتفاتات إلى ما سوى الله. ويقال لصاحب المقام الأول: صادق وللثاني والثالث: صديق. وأما التصديق بوجود الحق أو بوجود الخصوصية عند الأولياء وتعظيمهم لأجلها فهو تصديق لا صدق. خلاف ما يعتقده بعض فقراء زماننا هذا. ويقال لمن عظم تصديقه: صديق أيضا. فالصديق يطلق على معظم صدقه أو تصديقه.
معراج التشوف إلى حقائق التصوف