قال رضي الله عنه: أصول طريقتنا خمسة أشياء :
1. تقوى الله في السر والعلانية.
2. إتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3. الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
4. الرضا عن الله تعالى في القليل والكثير.
5. الرجوع إلى الله تعالى في السراء والضراء.
فتحقيق التقوى بالورع والاستقامة، وتحقيق السنة بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق الإعراض عن الخلق بالصبر والتوكل، وتحقيق الرضا عن الله بالقناعة والتفويض، وتحقيق الرجوع إلى الله بالحمد والشكر في السراء واللجأ إليه في الضراء.
وأصول ذلك كله خمسة:
1. علو الهمة.
2. حفظ الحرمة.
3. حسن الخدمة.
4. نفوذ العزمة.
5. تعظيم النعمة.
فمن علت همته ارتفعت رتبته، ومن حفظ حرمة الله حفظ الله حرمته، ومن حسنت خدمته وجبت كرامته، ومن أنفذ عزمته دامت هدايته، ومن عظمت النعمة في عينه شكرها، ومن شكرها استوجب المزيد من المنعم بها حسبما وعده الصادق.
وأصول المعاملات خمسة :
1. طلب العلم للقيام بالأمر .
2. صحبة المشايخ والأخوان للتبصر.
3. ترك الرخص والتأويلات للحفظ.
4. ضبط الأوقات بالأوراد للحضور.
5. إتهام النفس في كل شيْ للخروج عن الهوى، والسلامة من العطب والغلط.
فطلب العلم آفته صحبه الأحداث سنا أو عقلا أو دينا ممن لا يرجع لأصل ولا قاعدة، وآفة الصحبة الاغترار والفضول، وآفة ترك الرخص والتأويلات الشفقة على النفس، وآفة ضبط الأوقات اتساع النظر في العلم لعلة ذي الفضائل، وآفة اتهام النفس الأنس بحسن أحوالها واستقامتها، وقد قال الله تعالى " وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " وقال الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب صلوات الله وسلامه عليهما "وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي".
وأصول ما تداوى به علل النفس خمسة أشياء :
1. تخفيف المعدة من الطعام .
2. اللجأ إلى الله مما يعرض عند عروضه.
3. الفرار من مواقع ما يخشى وقوع الأمر المتوقع فيه.
4. دوام الاستغفار مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلوة واجتماع.
5. صحبة من يدل على الله أو على أمر الله وهو معدوم .
وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: أوصاني حبيبي فقال : لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله، ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله، ولا تصطحب إلا من تستعين به على طاعة الله، ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينا وقليل ماهم، أو كلام هذا معناه، وقال أيضا رضي الله عنه: من دلك على الدنيا فقد غشك ومن دلك على العمل فقد أتعبك ومن دلك على الله فقد نصحك، وقال أيضا رضي الله عنه: اجعل التقوى وطنك ثم لا يضرك مرح النفس مالم ترض بالعيب، أو تصر على الذنب، أو تسقط منك خشية الله بالغيب قلت : وهذه الثلاثة هي أصول العلل والبلايا و الآفات.
وقد رأيت فقراء هذا العصر ابتلوا بخمسة أشياء:
1. إيثار الجهل على العلم.
2. الاغترار بكل ناعق.
3. التهاون في الأمور.
4. التعزز بالطريق.
5. استعجال الفتح دون شرطه.
فابلتوا بخمسة:
1. إيثار البدعة على السنة.
2. إتباع أهل الباطل دون الحق.
3. العمل بالهوى في كل أمر أو اجل الأمور.
4. طلب الترهات دون الحقائق.
5. ظهور الدعاوي دون صدق.
فظهروا بذلك بخمسة أشياء هي:
1. الوسوسة في العبادات.
2. الاسترسال مع العادات.
3. السماع والاجتماع في عموم الأوقات.
4. استمالة الوجه بحسب الامكان.
5. صحبة أبناء الدنيا حتى النساء والصبيان.
واغتروا بوقائع القوم في ذلك وذكروا أحوالهم، ولو تحققوا لعلموا أن الأسباب رخصة الضعفاء، والمقام بها بقدر الحاجة من غير زيادة، فلا يسترسل معها إلا بعيدٌ من الله، وان السماع رخصة المغلوب أو راحة الكامل وهي انحطاط في بساط الحق إذا كان بشرطه من أهله في محله وأدبه، وان الوسوسة بدعة أصلها جهل السنة أو خبل في العقل، وان التوجه لإقبال الخلق إدبار عن الحق، لاسيما قاريء مداهن أو جبار غافل أو صوفي جاهل، وان صحبة الأحداث ظلمة وعارفي الدنيا والدين، وقبول ارفاقهم أعظم وأعظم، وقد قال الشيخ أبو مدين رضي الله عنه: الحدث من لم يوافقك على طريقتك وان كان ابن تسعين سنة، قلت: وهو الذي لا يثبث على حال ويقبل كلما يلقى إليه فيولع به، وأكثر ما تجد هذا في أبناء الطوائف وطلبة المجالس فاحذرهم بغاية جهدك.
وكل من ادعى مع الله حالا ثم ظهرت منه إحدى خمس فهو كذاب أو مسلوب:
1.إرسال الجوارح في معصية الله.
2. التصنع بطاعة الله.
3. الطمع في خلق الله.
4. الوقيعة في أهل الله.
5. عدم احترام المسلمين على الوجه الذي أمر الله.وقلما يختم له على الإسلام.
وشروط الشيخ الذي يلقي المريد إليه نفسه خمسة:
1. ذوق صريح.
2. علم صحيح.
3. همة عالية.
4. حالة مرضية.
5. بصيرة نافذة.
ومن فيه خمسة لا تصح مشيخته:
1. الجهل بالدين.
2. إسقاط حرمة المسلمين.
3. دخول مالا يعني.
4. إتباع الهوى في كل شي .
5. سوء الخلق من غير مبالاة.
وآداب المريد مع الشيخ والإخوان خمسة.
1. إتباع الأمر وان ظهر له خلافه.
2. اجتناب النهي وان كان فيه حتفه.
3. حفظ حرمته أن كان حاضرا أو غائبا، حيا أو ميتا.
4. القيام بحقوقه حسب الامكان بلا تقصير.
5. عزل عقله وعمله ورياسته إلا ما يوافق ذلك من شيخه.
ويستغنى عن ذلك بالإنصاف والنصحية وهي معاملة الإخوان وان لم يكن له شيخ مرشد أو وجد ناقصا عن شروطه الخمسة، اعتمد فيما كمل فيه، وعومل بالإخوة في الباقي.