آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية (43) : لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلّك على الله مقاله .


الذي ينهضك حاله هو: 

الذي ذا رأيته ذكرت الله فقد كنت في حال الغفلة فلما رأيته نهض حالك إلى اليقظة أو كنت في حالة الرغبة فلما رأيته نهض حالك إلى الزهد أو كنت في حالة الأشتغال بالمعصية فلما رأيته نهض حالك إلى التوبة أو كنت في حالة الجهل بمولاك فنهضت إلى معرفة من تولاك وهكذا.

والذي يدلك على الله مقاله هو: 

الذي يتكلم بالله ويدل على الله ويغيب عما سواه إذا تكلم أخذ بمجامع القلوب وإذا سكت أنهضك حاله إلى علام الغيوب فحاله يصدق مقاله ومقاله موافق لعلمه فصحبة مثل هذا أكسير يقلب الأعيان . 

والصحبة في طريق التصوف أمر كبير في السير إلى الله تعالى حسبما جرت به عادة الله تعالى وحكمته حتى قال بعضهم: "من لا شيخ له فالشيطان شيخه" وقال آخر: "الأنسان كالشجرة النابتة في الخلاء فإن لم تقطع وتلقم كانت دكارة" وقال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه:" كل من لا شيخ له في هذا الشأن لا يفرح به". 

ومن شروط الشيخ أربعة: علم صحيح ، وذوق صريح ، وهمة عالية ، وحالة مرضية ، فالعلم الصحيح هو ما يتقن به فرضه ، ولا بد أن يكون عالماً بالمقامات والمنازل التي يقطعها المريد ، وبغرور النفس ومكايدها ، قد سلك ذلك على يد شيخ كامل ، وذاق ذلك ذوقاً لا تقليداً ، وهو المراد بالذوق الصريح ، والهمة العالية هي المتعلقة بالله دون ما سواه ، والحالة المرضية هي الإستقامة بقدر الأستطاعة ، ولا بد أن يكون جامعاً بين حقيقة وشريعة ، وبين جذب وسلوك.

قال في أصول الطريقة ومن فيه خمس لا تصح مشيخته الجهل بالدين وأسقاط حرمة المسلمين ودخول ما لا يعني وأتباع الهوى في كل شيء وسوء الخلق من غير مبالات.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية