آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الإشارة في جرد معاني البحر المديد

{ مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ }

الإشارة 

قال سيدي أحمد بن عجيبة رضي الله عنه : العبد إنما له قلب واحد، إذا أقبل به على مولاه أدبر عن ما سواه، وملأه اللهُ تعالى بأنواع المعارف والأسرار، وأشرقت عليه الأنوار، ودخل حضرة الحليم الغفار، وإذا أقبل به على الدنيا أدبر عن الله، وحُشي بالأغيار والأكدار، وأظلمت عليه الأسرار، وطبع فيه صور الكائنات، فّحُجِبَ عن المُكَوِّنِ. وكان مأوى للخواطر والوساوس، فلم يَسْوَ عند الله جناح بعوضة. قال القشيري: القلب إذا اشتغل بشيء اشتغل عما سواه، فالمشتغلُ بما مِنَ العَدَمِ منفصلٌ عَمن له القِدَمُ، والمتصل بقلبه بِمَنْ نَعْتُهُ القِدَم مشتغلٌ عمِّا من العدم، والليل والنهار لا يجتمعان، والغيبُ والغيرُ لا يلتقيان. هـ. وقوله تعالى: { وما جعل أزواجكم... } الآية، يمكن أن تكون الإشارة فيها إلى أنَّ مَنْ ظاهَرَ الدنيا، وتباعد عنها لا يحل له أن يرجع، ويتخذّها أُمًّا في المحبة والخدمة.

وقوله تعالى: { وما جعل أدعياءكم أبناءكم.. }: تشير إلى أنه لا يحل أن يَدَّعِيَ الفقيرُ حالاً، أو مقاماً، ما لم يتحقق به، وليس هو له، أوْ: يَنْسِبَ حِكْمَةً أوْ عِلْماً رفيعاً لنفسه، وهو لغيره، { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }. وقوله: { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين.. }: إخوان الدين أّوْلَى، وإخوان الطريق أحب وأصفى. قال القشيري: وقرابةُ الدين، في الشكلية، أولى من قرابة النَّسَب، وأنشدوا.

وَقَالُوا: قَرِيبٌ مِنْ أبٍ وَعُمُومَةٍ     فَقُلْتُ: وَإخْوَانُ الصَّفَاءِ الأقارِبُ
 مَنَاسِبُهُمْ شَكْلاً وَعِلْماً وأُلفة        وَإنْ بَاعَدَتْنَا فِي الأُصُولِ التَّنَاسُبُ

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية