آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية -10 :الأعمالُ صُوَرٌ قائمةٌ وأرواحُها وجودُ سِرِّ الإخْلََاصِ فِيهَا.

الإخلاص إفراد القلب لعبادة الرب ، وهو الصدق المعبر عنه بالتبري من الحول والقوة ، إذ لا يتم إلا به ، إذ الإخلاص نفي الرياء ، والشرك الخفي وسره نفي العجب وملاحظة النفس ، والرياء قادحة في صحة العمل ، والعجب قادح في كماله فقط.

الأعمال كلها أشباح وأجساد وأرواحها وجود الإخلاص فيها ، فكما لا قيام للأشباح إلا بالأرواح وإلا كانت ميتة ساقطة ، كذلك لا قيام للأعمال البدنية والقلبية إلا بوجود الإخلاص فيها وإلا كانت صوراً قائمة وأشباحاً خاوية لا عبرة بها ، قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}وقال تعالى :{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} وقال صلى الله عليه وسلم حاكياً عن الله تعالى :«أَنا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِيَ فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَخْوَفُ ما أخافُ على أُمَّتي الشِّرْكُ الخَفِيِّ» وهو الرياء ، وفي رواية : «اتقوا هذا الشرك الخفي فإنه يدب دبيب النمل قيل وما الشرك الخفي قال الرياء» . وفي حديث مسلسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الإخلاص فقال : «حتى أسأل جبريل ، فلما سأله قال حتى أسأل رب العزة ، فلما سأله قال له : هو سر من أسراري أودعه قلب من أحببت من عبادي ، لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده» .

الإخلاص على ثلاث درجات : درجة العوام والخواص وخواص الخواص، فإخلاص العوام هو إخراج الخلق من معاملة الحق مع طلب الحظوظ الدنيوية والأخروية كحفظ البدن والمال وسعة الرزق والقصور والحور، وإخلاص الخواص طلب الحظوظ الأخروية دون الدنيوية، وإخلاص خواص الخواص إخراج الحظوظ بالكلية، فعبادتهم تحقيق العبودية والقيام بوظائف الربوبية محبة وشوقاً إلى رؤيته كما قال ابن الفارض:

ليس سؤلي من الجنان نعيماً
غير أني أحبها لأراكاً

قال الشيخ أبو طالب رضي الله عنه: الإخلاص عند المخلصين إخراج الخلق من معاملة الحق ، وأول الخلق النفس ، والإخلاص عند المحبين أن لا يعملوا عملاً لأجل النفس وإلا دخل عليها مطالعة العوض أو الميل إلى حظ النفس ، والإخلاص عند الموحدين خروج الخلق من النظر إليهم في الأفعال وعدم السكون والاستراحة إليهم في الأحوال.

والحاصل لا يمكن الخروج من النفس والتخلص من دقائق الرياء من غير شيخ أبداً والله تعالى أعلم.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية