آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من معراج التشوف إلى حقائق التصوف


 الضمائر والسرائر: قيل معناهما واحد، وقيل السرائر أرق وأصفى كما أن الروح أرق من القلب، لأن الضمائر كل ما خفي في الباطن خيرا أو شرا والسرائر ما كمن فيه من المحاسن والتحقيق أنهما شيء واحد عبارة عما كمن في الباطن من العقائد والنيات بدليل الآية: (يَومَ تُبلَى السَرَائِرُ) والله تعالى أعلم.

النفس: بالتحريك، قال القشيري: يعنون به ترويح القلوب بلطائف الغيوب، فصاحب الأنفاس أرفع من صاحب الأحوال ومن صاحب الوقت، فكأن صاحب الوقت مبتدئ وصاحب الأنفاس منتهى وصاحب الأحوال بينهما، فالأوقات لأصحاب القلوب والأحوال لأصحاب الأرواح والأنفاس لأهل السرائر.

قلت: النفس أدق من الوقت، فحفظ الأوقات من التضييع للعباد والزهاد وحفظ الأنفاس للعارفين الواصلين واستعمال الأحوال للمريدين، والمراد بحفظ الوقت حضور القلب فيه وبحفظ النفس حضور السر في مشاهدة الحق، يقال فلان طابت أنفاسه إذا صفا مشربه من عين التوحيد من كدورة الأغيار، فقوله في حد النفس وترويح القلوب أي خروجها من تعب العسة ودوام المراقبة إلى راحة المشاهدة بما يبدو لها من لطائف أسرار التوحيد وفضاء الشهود. ثم قال القشيري: وقالوا أفضل العبادة حفظ الأنفاس أي دوام الفكرة والنظرة كما قال الشاعر:

من أحسن المذاهب *** سكر على الدوام
و أكمل الرغائب *** وصل بلا انصرام


قال أبو على الدقاق: العارف لا يسلم له النفس أي تضييعه إذ لا مسامحة تجرى معه أو المحب لابد له من النفس، إذ لولا ذلك لتلاشى لعدم طاقته. فالعارف لما اتسعت معرفته سهل عليه حفظ أنفاسه لسهولة حضوره وتمكن شهوده بخلاف المحب فلضيق حاله لا يستطيع دوام حضوره في خدمته وعلى تقدير سهولتها عليه لفنائه فيها قد تختل بشريته ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :(روحوا قلوبكم بشيء من المباح) أو كما قال صلى الله عليه وسلم لحنظلة والصديق: (لو تدومون على ما انتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة ولكن ساعة بساعة).

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية