آخر الأخبار

جاري التحميل ...

البشرية وسر الخصوصية

سر الخصوصية مستور بأوصاف البشرية،سترها الحق تعالى غيرةً عليها أن يعرفها من لا يعرف قدرها؛ فلا يطلع عليها إلا من سبقت له من الله العناية، وهبت عليه ريح الهداية.

وفي الحِكَم: " سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور وصف البشرية، وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية". وقال أيضاً: " سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه ". "فأولياء الله أهل كهف الإيواء، فقليل من يعرفهم"، ولقد سمعت شيخنا أباالعباس المرسي رضي الله عنه يقول:" معرفة الولي أصعب من معرفة الله؛ فإن الله معروف بكماله وجماله، وحتى متى تعرف مخلوقاً مثلك، يأكل كما تأكل، ويشرب كما تشرب؟ قال فيه: وإذا أراد الله أن يعرفك بولي من أوليائه طوى عنك وجود بشريته، وأشهدك وجود خصوصيته".

ومعنى " طوى عنك وجود بشريته " هو: عدم الوقوف مع أوصافها اللازمة للنقائص، بل تنفذ منها إلى شهود خصوصيته، التي هي محل الكمالات. فأوصاف البشرية الذاتية للبشر لا تزول عن الولي، كالأكل والشرب، والنوم والنكاح، والضعف والفقر، وغير ذلك من نعوت البشر؛ لأنها في حقهم رداء وصون لستر خصوصيتهم؛ صيانةً لها أن تتبدل بالإظهار، وينادى عليها بلسان الاشتهار، ولذلك اختفوا عن كثير من الخلق. وإلى هذا أشار في الحِكَم بقوله: "لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم البشرية ".

قال صاحب كتاب (أنوار القلوب): "لله سبحانه عباد ضنَّ بهم عن العامة، وأظهرهم الخاصة، فلا يعرفهم إلا شكل، أو محب لهم، ولله عباد ضنَّ بهم عن الخاصة والعامة، ولله عباد يُظهرهم في البداية ويسترهم في النهاية، ولله عباد يسترهم في البداية ويُظهرهم في النهاية، ولله عباد لا يظهر حقيقة ما بينه وبينهم إلى الحفظة فمن سواهم، حتى يلقوه بما أودعهم منه في قلوبهم، وهم شهداء المكلوت الأعلى، والصفْح الأيمنِ مِنَ العرش؛ الذين يتولى الله قبض أرواحهم بيده، فتطيب اجسادهم به، فلا يعدوا عليها الثرى، حتى يُبعثوا بها مشرقةً بنور البقاء الأبد مع الباقي الأحد عز وجل".

وقال أبو يزيد رضي الله عنه: "أولياء الله تعالى عرائس، ولا يرى العرائس إلا من كان مَحرماً لهم، وأما غيرهم فلا. وهم مخبأون عنده في حجاب الأنس، لا يراهم أحد في الدنيا ولا في الآخرة".

تفسير البحر المديد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية