آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صحبة أهل اليقين


الإشارة :ينبغى للعبد أن يصفى مشرب توحيده ، ويعتنى بتربية يقينه ، بصحبة أهل اليقين ، وهم أهل التوحيد الخاص ، فيترقى من توحيد الأفعال إلى توحيد الصفات ، ومن توحيد الصفات إلى توحيد الذات ، فنهاية توحيد الصالحين والعلماء المجتهدين تحقيق توحيد الأفعال ، وهو ألّا يرى فاعلا إلا اللّه ، لا فاعل سواه ، وثمرة هذا التوحيد : الاعتماد على اللّه ، والثقة باللّه ، وسقوط خوف الخلق من قلبه ، لأنه يراهم كالآلات ، والقدرة تحركهم ، ليس بيدهم نفع ولا ضرر ، عاجزون عن أنفسهم فكيف عن غيرهم؟ ونهاية توحيد العباد والزهاد والناسكين المنقطعين إلى اللّه تعالى توحيد الصفات ، فلا يرون قادرا ولا مريدا ولا عالما ولا حيا ولا سميعا ولا بصيرا ولا متكلّما إلا اللّه ، قد انتفت عنه صفات الحدث وبقيت صفات القدم. وثمرة هذا التوحيد : الانحياش من الخلق والتأنس بالملك الحق ، وحلاوة الطاعات ولذيذ المناجاة. ونهاية توحيد الواصلين من العارفين والمريدين السائرين : توحيد الذات فلا يشهدون إلا اللّه ، ولا يرون معه سواه.
قال بعضهم : لو كلفت أن أرى غيره لم أستطع ، فإنه لا غير معه حتى أشهده.
وقال شاعرهم :
مذ عرفت الإله لم أر غيرا 
وكذا الغير عندنا ممنوع
مذ تجمعت ما خشيت افتراقا
 فأنا اليوم واصل مجموع
وقال فى التنوير : أبى المحققون أن يشهدوا مع اللّه سواه لما حققهم به من شهود الأحدية وإحاطة القيومية.
وفى الحكم : «الأكوان ثابتة بإثباته ، ممحوة بأحدية ذاته». وهؤلاء هم الصديقون المقربون. نفعنا اللّه بذكرهم ، وخرطنا فى سلكهم. آمين.

البحر المديد  

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية