الحكماء هم العارفون ، بالله الذين يتكلمون بالله ويصمتون بالله ، غائبون عن أنفسهم يشهدون ما من الله إلى الله ، فإذا أرادوا أن يعبروا عما منحهم مولاهم من العلوم والمعارف سبق نور شهودهم إلى القلوب المستمعة فتسري فيهم على قدر صدقهم ، فمنهم من يدخل النور سويداء قلبه ، ومنهم من يقف النور على ظاهر قلبه ، ومنهم من يشرق النور على طرف قلبه ، فإذا عبر العارف عن المقامات والأحوال وصل التعبير على قدر سريان النور ، فمن وصل النور إلى سويداء قلبه نهض ساعته إلى ربه ، ومن وصل إلى ظاهر قلبه خشع وخضع وعزم على البر والتقوى ، ومن وصل إلى طرف قلبه عرف الحق وصدق ، فحيثما صار التنوير وصل التعبير ، وأعرف الناس بالله أشدهم له خشية ، وفيهم قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء. وسئل مالك عن الحكمة فقال: ما زهد عبد واتقى إلا أنطقه الله بالحكمة ، فأهل التنوير هم الحكماء وهم العارفون بالله.
وقولنا في وصفهم يشهدون ما من الله إلى الله ، يعني أنهم غائبون إلاّ تصريف الحق في مظاهر أنواره ، قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: الناس على ثلاثة عبد يشهد ما منه إلى الله ، وعبد يشهد ما من الله إليه ، وعبد يشهد ما من الله إلى الله ، الأول ذو حزن وأشجان ، والثاني ذو فرح وامتنان ، والثالث لم يشغله عن الله خوف نار ولا مثوى جنان ، الأول ذو كد وتكليف ، والثاني ذو عناية وتعريف ، والثالث مشاهد للمولى اللطيف.
إيقاظ الهمم في شرح الحكم
الله لم يقطع فينا الوصل في نور العلم والحب والعشق وفقه القلوب الباطنية اليقينية في جمال وجه نور جلال الله ورقة الحروف الأشواق طريقكم وبارك الله فيكم
ردحذفاللهم آمين يا رب العالمين
حذفالله اكبر هذا كلام العارفين الكبار، اللهم اجعلنا منهم با رب العالمين.
ردحذف