آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لن تجد في التاريخ أقواما أحبت الله كما أحبه الصوفية..


لن تجد في التاريخ أقواما أحبت الله كما أحبه الصوفية..
ولن تجد أقواما اتهموا بالكفر كما اتهم الصوفية..!

***
رحلتهم المذهلة في التاريخ مفعمة بالمجازات.. وبالحقائق..بكراهية المال والنفوذ... بكسر حاجز الخوف والطمع في العلاقة مع الله.. بعبادته لأنه المعبود بحق حتى ولو لم تكن هناك جنة يرغب فيها ولا نار يخشى منها..
مفعمة بالحب.. بالغزل.. بالأسرار.. بالمكاشفات بالأنوار الإلهية.. بالجهاد.. بالثبات حتى في وجه الموت.. وكم يبدو الموت تافها في أعينهم.. بل أمنية عند معظمهم...
هم القوم لا يشقى جليسهم.. هم القوم يحبهم الله ويحبونه..
"يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم" (المائدة 54)
أذلة على المؤمنين..
وكم جلبت عليهم هذه الذلة.. من التكفير والقتل.. والاتهام بالزندقة والجنون...
أعزة على الكافرين..
وكم نصروا الإسلام بعزتهم هذه...
هم المحبون لله - كما يقول "سحنون"المحب - ذهبوا بشرف الدنيا والآخرة.. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر المرء مع من أحب...؟!
تخيل أنت..
عبد ذاهل عن نفسه.. متصل بذكر ربه.. قائم بآداء حقوقه.. ناظر إليه بقلبه.. أحرقت قلبه أنوار هويته.. وصفا شربه من كأس وده.. وانكشف له الجبار عن أستار

غيبه.. فإن تكلم فبالله.. وإن نطق فعن الله.. وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله.. فهو بالله ولله ومع الله..
ربما نعجز عن الاتصال بهم.. أو فهمهم.. لأن المفروض منهم ألا يبوحوا.. لأنهم إن باحوا.. لن نفهم..! ربما لهذا قال أبو هريرة إنه لم يرو عن النبي إلا نصف ما سمع عنه.. ما لو بثثته فيكم -كما يقول- لقطعتم مني هذا البلعوم..!
لهذا نجد ابن عربي قد حاول أن يجعل من فتوحاته المكية قاموسا.. يترجم لنا بأسلوب مبسط أشياء لا يمكن أن يترجم المرء عنها بأي أسلوب..
فقد وصف ما يكتب وما يتلقى من فيوضات - كنموذج لما يكتب ويتلقى باقي الصوفية - بأنه "هبة من الله تعالى.. كما وهبنا وجود أعياننا ولم نكن شيئا وجوديا.. وهذا الكتاب من ذلك النمط.. فوالله ما كتبت منه حرفا إلا عن إملاء إلهي.. وإلقاء رباني.. أو نفث روحاني في روع كياني..
هذه جملة الأمر.. مع كوننا لسنا برسل مشرعين ولا بأنبياء مكلفين..فإن رسالة التشريع ونبوة التكليف قد انقطعت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا رسول بعده.. ولا نبي يشرع ولا تكليف.. وإنما هو علم وحكمة وفهم من الله فيما شرعه على ألسنه رسله وأنبيائه عليهم سلام الله، وما خط في لوح الوجود من حروف العالم وكلمات الحق.. فالتنزيل لا ينتهي بل هو دائم دنيا وآخرة.."
ثم تأمل معي هذه الأبيات الذي يسوقه للتدليل على تلك الأفكار:
الله أنشأ من طــيٍّ وحولان
جسمي.. فعدلني خلقا وسواني
وأنشأ الحق لي روحا مطهرة
فليس بنيان غيري مثل بنياني..
إني لأعرف روحا كان ينزل بي..
..من فوق سبع سماوات.. بفرقان..!
ثم يشرح:
"نريد قوله تعالى: إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا (الأنفال 29)"..

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية