آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية (119) : إِﻧﱠﻤﺎ اُﺳْﺘـَﻮْﺣَﺶَ اُﻟْﻌُﺒّﺎدُ وَاﻟﺰﱡﻫّﺎدُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞﱢ ﺷَﻲْءٍ ﻟِﻐَﻴْﺒَﺘِﻬِﻢْ ﻋَﻦِ اﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﻛُﻞﱢ ﺷﻲء .

{ إِﻧﱠﻤﺎ اُﺳْﺘـَﻮْﺣَﺶَ اُﻟْﻌُﺒّﺎدُ وَاﻟﺰﱡﻫّﺎدُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞﱢ ﺷَﻲْءٍ ﻟِﻐَﻴْﺒَﺘِﻬِﻢْ ﻋَﻦِ اﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﻛُﻞﱢ ﺷﻲء ، ﻓﻠﻮ ﺷَﻬِﺪُوﻩُ ﻓﻲ ﻛُﻞﱢ ﺷﻲءٍ ﻣﺎ اﺳﺘﻮﺣﺸﻮا ﻣﻦ ﺷﻲء }.


العباد هم الذين غلب عليهم الفعل , فهم مستغرقون في العبادة الحسية يقومون الليل ويصومون النهار, شغلهم حلاوة العبادة عن حلاوة شهود المعبود , فحجبوا بعبادتهم عن معبودهم والزهاد هم الذين غلب عليهم الترك , فهم يفرون من الدنيا وأهلها ذاقوا حلاوة الزهد فوقفوا معه وحجبوا عن الله , فهم يستوحشون من الأشياء لغيبتهم عن الله فيها , ولو عرفوا الله في كل شيء ما أستوحشوا من شيء ولأنسوا بكل شيء وتأدبوا مع كل شيء . 

والعارفون لنفوذ بصيرتهم شهدوا الخلق مظاهر من مظاهر الحق فحجبوا أولاً بالحق عن الخلق , وبالمعنى عن الحس , وبالقدرة عن الحكمة ثم ردوا إلى شهود الحق في الخلق والقدرة في الحكمة 
فحين عرفوه في كل شيء أنسوا بكل شيء وتأدبوا مع كل شيء وعظموا كل شيء وفي هذا المقام قال المجذوب رضي الله عنه :
الخلق نوار وأنا رعيت فيهم ... هم الحجب الأكبر والمدخل فيهم

وقال سيدي علي رضي الله عنه على قول الشيخ أبي الحسن الشاذلي في شأن الخلق :أراهم كالهباء في الهواء أن فتشتهم لم تجدهم شيئاً , قال بل أن فتشتهم وجدتهم شيئاً , وذلك الشيء ليس كمثله شيء , يعني وجدتهم مظاهر من مظاهر الحق أنواراً من أنوار الملكوت فائضة من بحر الجبروت. 

والحاصل : أن العارفين بالله غابوا عن شهود الخلق بشهود الحق فهم مع الخلق بالأشباح , ومع الحق بالأرواح , ماتوا وبعثوا وقامت قيامتهم وتبدلت في حقهم الأرض غير الأرض والسموات , وبرزوا لله الواحد القهار فهم يرون الأنوار والناس في ظلمة الأغيار . 
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية