آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التصوف علم الاخلاص

يقول الفقيه العالم ابن عابدين في حاشيته: 

"إن علم الإخلاص والحب، والحسد، والرياء، فرض عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر، والشح، والحقد، والغش، والغضب، والعداوة، والبغضاء، والطمع، والبخل، والبطر، والخيلاء، والخيانة، والمداهنة، والاستكبار عن الحق، والمكر، والمخادعة، والقسوة، وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من الإحياء، قال فيه: ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا إليه".

ويقول صاحب الهداية العلائية أيضا: "وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد واحتقار المسلمين، وإرادة المكروه بهم، والكبر، والعجب، والرياء والنفاق، وجملة الخبائث، من أعمال القلوب، بل السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك: كان عنه مسئولا مما يدخل تحت الاختبار".

أما صاحب مراقي الفلاح فانه يقول:

"لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة بالإخلاص والنزاهة عن الغل والغش والحقد والحسد وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقرا إليه وهو يتفضل بالمن لقضاء حوائجه المضطر بها عطفا عليه، فتكون عبدا فردا للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملك هواك عن خدمتك إياه".

هاهي نصوص وآثار، تبين بحق أن صلاح القلب للجسد، وفساد القلب فساد للجسد، وأن ذكر الله تعالى ـ يعني قوله لا اله إلا الله أعلا شعب الإيمان، وأن العجب، والحسد، والرياء، والكبر، والشح، والحقد، والغش، والغضب، والعداوة.. الخ من الخصال الممقوتة، والخبائث المحرمة، التي نهى الله عنها، وأمرنا باجتنابها، وجهاد النفس من أجلها، وتنقية القلب من أوضارها.

وعلم التصوف هو العلم الذي اختص بمعالجة هذه الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص منها.

هذا العلم الذي جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، والذي يعد بحق: دليلا واضحا للحائرين، ومنهجا قويما للسالكين، ودربا واسعا يسير فيه العارفون بالله الى رب العالمين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية