الإشارة : لا يستوي القلب المشترك مع القلب المفرد الخالص لله ، القلب المشترك تفرّقت همومه ، وتشتت أنواره ، بتشتيت شواغِله وعلائقه ، وتفرّقت محبته ، بتفرُّق أهوائه وحظوظه ، والقلب المفرد اجتمعت محبته ، وتوفرت أنواره وأسراره بقدر تفرُّغه من شواغله وعلائقه . وفي الحِكَم : « كما لا يحب العمل المشترك ، لا يحب القلب المشترك ، العمل المشترك لا يقبله ، والقلب المشترك لا يُقبل عليه » . وقال أيضاً : « فرِّغ قلبك من الأغيار تملؤه بالمعارف والأسرار » .
وقيل : للجنيد : كيف السبيل إلى الوصول؟ فقال : بتوبة تزيل الإصرار ، وخوف يقطع التسويف ، ورجاء يبعث على مسالك العمل ، وبإهانة النفس ، بقربها من الأجل ، وبُعدها من الأمل . قيل له : وبمَ يتوصل إلى هذا؟ فقال : بقلب مفرد ، فيه توحيد مجرد .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَن جعل الهموم هَمّاً واحداً أي : وهو الله كفاه اللهُ همَّ دنياه ، ومَن تشعبت به الهمومُ لم يُبالِ اللهُ به في أيِّ أوديةِ الدنيا هَلَكَ » وقال صلى الله عليه وسلم : « مَن كانت الدنيا هَمَّهُ فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقرَه بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُسم له ، ومَن كانت الآخرة نيته ، جمع الله عليه أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي صاغرة » ومَن كان الله همُّه بفنائه فيه؛ جمع الله عليه سره ، وأغناه به عما سواه ، وخدمه الوجود بأسره ، « أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون ، فإذا شَهِدت المكون كانت الأكوانُ معك » . والله تعالى أعلم .
تفسير ابن عجيبة
وقيل : للجنيد : كيف السبيل إلى الوصول؟ فقال : بتوبة تزيل الإصرار ، وخوف يقطع التسويف ، ورجاء يبعث على مسالك العمل ، وبإهانة النفس ، بقربها من الأجل ، وبُعدها من الأمل . قيل له : وبمَ يتوصل إلى هذا؟ فقال : بقلب مفرد ، فيه توحيد مجرد .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَن جعل الهموم هَمّاً واحداً أي : وهو الله كفاه اللهُ همَّ دنياه ، ومَن تشعبت به الهمومُ لم يُبالِ اللهُ به في أيِّ أوديةِ الدنيا هَلَكَ » وقال صلى الله عليه وسلم : « مَن كانت الدنيا هَمَّهُ فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقرَه بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُسم له ، ومَن كانت الآخرة نيته ، جمع الله عليه أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي صاغرة » ومَن كان الله همُّه بفنائه فيه؛ جمع الله عليه سره ، وأغناه به عما سواه ، وخدمه الوجود بأسره ، « أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون ، فإذا شَهِدت المكون كانت الأكوانُ معك » . والله تعالى أعلم .
تفسير ابن عجيبة