آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية ( 161 ) : اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِكَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ صِدْقِكَ فِى عُبُودِيَّتِكَ.

(اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِكَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ صِدْقِكَ فِى عُبُودِيَّتِكَ)


إذا خصك الحق تعالى أيها الفقير بخصوصية من خصوصية خواصه ، كزهد أو ورع أو توكل أو رضى أو تسليم أو محبة أو يقين في القلب أو معرفة ، أو أظهر على يديك كرامة حسية أو معنوية ، أو استخرجت فكرتك حكما أو مواهب كسبية أو لدنية ، ثم استشرفت ، أي تطلعت وتمنيت أن يعلم الخلق بخصوصيتك ، بأن يطلعوا على تلك الخصوصية التي خصك الله بها ، فذلك دليل علة وجود الرياء الخفي في باطنك ، ودليل على عدم صدقك في عبوديتك ، بل أنت كاذب فيها، إذ لو كنت صادقا في عبوديتك لا كتفيت بعلم الله وقنعت بمراقبته إياك واستغنيت به عن رؤية غيره .

فالواجب على الفقير إذا خصه الله بخصوصية كتمها وجحدها وسترها إلا عن شيخه فإن أظهرها فهو على خطر فقد يكون تحدثا وقد يكون تبجحا وفي الكتمان السلامة. وقد تقدم قول الشيخ: "من رأيته مجيبا عن كل ما سئل ومعبرا عن كل ما شهد وذاكرا كل ما علم فاستدل بذلك على وجود جهله"

وفي هذه المعنى قال شيخ شيوخنا المجذوب رضي الله عنه:
احفر لسرك ودك ... في الأرض سبعين قاما
وخل الخلائق يشكوا ... إلى يوم القياما

وكان بعض إخواننا إذا سئل :" ما أدركتم وما ذقتم في هذا الطريق ؟ يقول : البرد والجوع " فكان شيخ شيخنا يعجبه ذلك ويستحسنه ، لدلالته على صدق الإخلاص ، وما زالت أشياخنا وأشياخهم يستعملون الخراب في ظواهرهم ، صونا لما في بواطنهم ، ولأجل هذا فضل عمل السر على عمل العلانية بسبعين درجة ضعفاً كما فى الحديث.

وقال الشيخ أبو عبد الله القريشي رضي الله عنه: كل من لم يقنع في أفعاله وأقواله بسمع الله ونظره دخل عليه الرياء لا محالة. وقال بعضهم: ما اخلص عبد قط إلا أحب أن يكون في حب لا يعرف ، ولهذا كان اسقاط المنزلة شرط في هذا الطريق فإن تحقق العبد بالمعرفة ومشاهدة الوحدانية جاز له الأخيار بالوحدانية بأعماله والإظهار لمحاسن أحواله بناء منه على نفي الغير وأداء الواجب من الشكر.

كان بعض السلف يصبح فيقول: صليت كذا وكذا ركعة وتلوت كذا وكذا سورة فيقال له أما تخشى من الرياء فيقول ويحكم وهل رأيتم من يراءى بفعل غيره ؟والحاصل من فنى عن نفسه وتحقق بشهود ربه فلا كلام عليه وقد قالوا:" من أحب الخفا فهو عبد الخفا ومن أحب الظهور فهو عبد الظهور ومن لم يرد غير ما أراد الله به فهو عبد الله حقا "

والحاصل : من فني عن نفسه وتحقق بشهود ربه فلا كلام عليه، وقد قالوا : من أحب الخفا فهو عبد الخفا، ومن أحب الظهور فهو عبد الظهور، فهو عبد الظهور ومن لم يرد غير ما أراد الله به فهو عبد الله حقاً.

إيقاظ الهمم في شرح الحكم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية