للوجد ثلاثة أنواع:
أولا: وجد يستفيق بسببه البصر فيرى من آيات الله المشهودة الدالة على خالقها وموجدها ويستفيق السمع ويثبت عليه من الآيات ما تدل على آيات الله الكونية مما تتفتح بسببه آفاق الفكر والإدراك وعظمة الخالق وما يجب له من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
ثانيا: وجد الروح وهو وجد تستنير به الروح فيعقب لها كمالا وحلاوة وسرورا فتجده يحب ما يحب الله ويكره ما يكره الله فهو يسمع بالله ويبصر به .
الثالث: وجد العبودية فيشهد فيه العبد معبوده ويستغني بشهوده هذا عن كوني الدنيا والآخرة فتموت في نفسه حظوظ النفس ولا يبقى له غرض في شيء إلا عبادة الله فيفني عمره في ذلك.
والناس في هذا الوجد على ثلاثة مقامات:
أولا: عبد محض وهو من استعبدته نفسه وشهواته فملكته وقهرته فانقاد لها .
ثانيا: عبد مكاتب من انعقدت له أسباب الحرية وهو يسعى إلى كماله فهو عبد من جهة وحر من جهة فما دام قد يبقى عليه من الكتابة درهم واحد فهو عبد مادام ينظر إلى حظوظ نفسه .
ثالثا: عبد حر وهو من خلصت عبوديته لربه وخرج من قيود النفس وحظوظها .