آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخوف من الله

قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :( إعلم أن حقيقة الخوف هو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل، وقد يكون ذلك من جريان ذنوب، وقد يكون الخوف من الله تعالى بمعرفة صفاته التي توجب الخوف لامحالة، وهذا أكمل وأتم. لأن من عرف الله خافه بالضرورة. ولهذا قال الله تعالى :{إنما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ} فاطر :28 )
وقد دعا الله تعالى عباده إلى الخوف منه وحده فقال :{ وإياي فارهبون} البقرة 40.
ومدح المؤمنين ووصفهم بالخوف فقال :{ يخافونَ ربهم من فوقهم} النحل 50.
وجعل الله الخوف من شروط كمال الإيمان فقال :{وخافونِ إن كنتم مؤمنين} آل عمران 175
قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في قواعده :( من بواعث العمل وجود الخشية وهي تعظيم يصحبه مهابة . والخوف هو انزعاج القلب من انتقام الرب
قال أبو سلمان الداراني رحمه الله تعالى :( مافارق الخوف قلبا إلا خرب).
يحكى عَن أَحْمَد بْن حنبل رحمه اللَّه تَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ أَن يفتح عَلي بابا من الخوف ففتح فخفت عَلَى عقلي فَقُلْتُ يا رب أعطني عَلَى قدر مَا أطيق فسكن ذَلِكَ عني. 

الإشارة: كلُّ ما دخل تحت عالم التكوين لزمته العبودية، وأحاطت به القهرية، فلا بدّ من الخضوع لأحكام الواحد القهار، تكليف ية كانت أو تعريفية، فمن لم ينقد لها بملاطفة الإحسان، قيد بسلاسل الامتحان. وبهذا امتاز الخصوص من العموم، فالخصوص علموا أن سلسلة الأقدار في عنقهم، تجرهم إلى مراد ربهم، فاستسلموا لها، وانقادوا، وخضعوا، وتأدبوا لها، فاستحقوا التقريب والاصطفائية. والعموم جهلوا هذه السلسلة، أو علموها، ولم يقدروا على الاستسلام لها؛ فاستحقوا البُعد من حضرة الحق؛ إذ لا يدخلها إلا أهل التهذيب والتأديب.

تفسير ابن عجيبة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية