آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الصحبة في طريق اهل التصوف


إن الطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو صحبة الوارث المحمدي، والمرشد الصادق الذي يزداد المرء بصحبته إيمانا وتقوى وأخلاقا، ويُشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضه القلبية وعيوبه النفسية، وتتأثر شخصيته بشخصيته التي هي صورة عن الشخصية المثالية، شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عطاء الله السكندري- رضي الله عنه-: "وينبغي لمن عزم على الاسترشاد، وسلوك طريق الرشاد أن يبحث عن شيخ من أهل التحقيق، سالك للطريق، تارك لهواه، راسخ القدم في خدمة مولاه، فإذا وجده فليمتثل ما أمر، ولينته عما نهى عنه وزجر".
شروط المصحوب: "لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله" قلت : الذي ينهضك حاله هو الذي اذا رأيته ذكرت الله فقد كنت في حال الغفلة فلما رأيته نهض حالك إلى اليقظة أو كنت في حالة الاشتغال بالمعصية فلما رأيته نهض حالك إلى التوبة أو كنت في حالة الجهل بمولاك فنهضت إلى معرفة من تولاك... وهكذا وقد نقل عن الحسين بن علي زين العابدين قوله: "كنت إذا لقست نفسي (أي تعبت) نظرت إلى أخي محمد بن واسع، فأعمل على تلك النظرة أسبوعا"، فمن كان حاله التشمير؛ فإن شعاعات عزيمته لاشك تضيء طريق من يصحبه.والقصد من هذا أن يكون المصحوب دائم التوجه إلى الله تعالى، ومن كان توجهه كاملا؛ فإن همّه يكون مجتمعا على بلوغ غايته التي يتوجه إليها، مما ينفع من يصحبه والذي يدلك على الله مقاله هو الذي يتكلم بالله ويدل على الله ويغيب عما سواه إذا تكلم أخذ بمجامع القلوب وإذا سكت أنهضك حاله إلى علام الغيوب فحاله يصدق مقاله ومقاله موافق لعلمه فصحبة مثل هذا أكسير يقلب الأعيان.

فالمقال لا يكون نافذا إلا إذا كان خالصا وصادرا من قلب صادق فإذا انضاف إلى هذا الصدق محبّة المصحوب؛ فإن القول يكون من القلب الى القلب.
والصحبة في طريق التصوف أمر كبير في السير إلى الله تعالى حسبما جرت به عادة الله تعالى وحكمته حتى قال بعضهم:" من لا شيخ له فالشيطان شيخه".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية