أعظم الأعمال التي توجد ثمرتها عاجلاً وآجلاً هو ذكر الله وثمرته هو النور الذي يشرق في القلب فيضمحل به كل باطل، والناس في هذا النور على قسمين:
قسم سكن النور قلوبهم فهم ذاكرون على الدوام.
وقسم يطلبون وجوده بأذكارهم.
وإلى هذا أشار بقوله:" قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم ".
الأولون لهم أنوار المواجهة لا تفارقهم فهم ذاكرون على الدوام فإذا أرادوا أن يذكورا باللسان سبقت إلى قلوبهم الأنوار فكانت هي الحاملة لهم على وجود الأذكار.
وأما الآخرون فلهم أنوار التوجه، وهم طالبون لها محتاجون إليها، فهم يجاهدون أنفسهم في طلب تلك الأنوار.
والفرق بينهما:" ذاكر ذكر ليستنير قلبه وذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً".
فالذي ذكر ليستنير قلبه، هو الذي يسبق ذكره نوره، فهو من القوم الذين تسبق أذكارهم أنوارهم، والذي استنار قلبه فكان ذاكراً، فهو الذي يسبق نوره ذكره، وهو من القوم الذين تسبق أنوارهم أذكارهم ،وهم العارفون بالله.