آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية ( 27 ) : من أشرقت بدايته أشرقت نهايته .

إشراق البداية هو الدخول فيها بالله وطلبها بالله والاعتماد فيها على الله مع السعي في أسبابها والاعتناء في طلبها قياماً بحق الحكمة وأدباً مع القدرة، ويعظم السعي في السبب بقدر عظمة المطلب، فبقدر المجاهدة تكون بعدها المشاهدة:﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
وقال الشيخ سيدي عبد الرحمن المجذوب رضي الله عنه:
لا تحسبوها رخيصة راه كل معشوق غالي *ما تنحصد صابت الصيف إلا ببرد الليالي

فمن رأيناه في بدايته جاداً في طلب الحق معرضاً عن الأنس بالخلق مستغرقاً في خدمة مولاه ناسياً لحظوظه وهواه ،علمنا أن نهايته مشرقة وعاقبته محمودة ومآربه مقضية، ومن رأيناه مقصراً في طلب مولاه لم يخرج عن نفسه وهواه علمنا أنه كاذب في دعواه، فنهايته الحرمان وعاقبته الخذلان، إلا أن يتداركه الكريم المنان.
هذا في طريق الوصول إلى حضرة الحق وأما إشراق البداية في طلب حوائج الدنيا أو المقامات أو المراتب أو الخصوصية مثلاً فهو بالزهد فيها والإعراض عنها والإشتغال بالله عنها قال بعضهم:" لا تدرك المراتب إلا بالزهد فيها".
قال الشيخ أبو الحسن:(كنت أنا وصاحب لي نعبد الله في مغارة ونقول في هذا الشهر يفتح الله علينا في هذه الجمعة يفتح الله علينا فوقف على باب المغارة رجل عليه سماء الخير فقال السلام عليكم فرددنا عليه السلام وقلنا له كيف أنت فنهض علينا وقال : "كيف يكون حال من يقول في هذا الشهر يفتح الله في هذه الجمعة يفتح الله، لا فتح ولا فلاح، هلا عبدنا الله كما أمرنا" ثم غاب عنا ففهمنا من أين أخذنا، فرجعنا على أنفسنا باللوم ففتح الله علينا) ،بالمعنى ذكره في التنوير، فمن طلب الخصوصية كان عبد الخصوصية وفاته حظه من الله حتى يتوب ومن كان عبد الله نال حظه من العبودية وأدركته الخصوصية من غير التفات إليها ولا طلب والله تعالى أعلم.

إيقاظ الهمم في شرح الحكم 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية