عليكم أي سادة بذكر الله، فإن الذكر مغناطيس الوصل، وحبل القرب، من ذكر الله طاب بالله، ومن طاب بالله وصل إلى الله،ذكر الله يثبت في القلب ببركة الصحبة، المرء على دين خليله،عليكم بنا،صحبتنا ترياق مجرب،والبعد عنا سم قاتل.
أي محجوب : تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك،ما الفائدة من علم بلا عمل؟ما الفائدة من عمل بلا إخلاص؟الإخلاص على حافة طريق الخطر،من ينهض بك إلى العمل؟ من يداويك من سم الرياء ؟من يدلك على الطريق القويم بعد الإخلاص ؟ "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"،هكذا أنبأنا العليم الخبير،تظن أنك من أهل الذكر، لو كنت منهم ما كنت محجوبا عنهم، لو كنت من أهل الذكر ما حرمت ثمرة الفكر، صدك حجابك، قطعك عملك، قال عليه الصلاةوالسلام : "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع".
لازم أبوابنا أي محجوب، فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجة وإنابة إلى الله تعالى،صحت إنابتنا إلى الله، قال تعالى:"واتبع سبيل من أناب إلي"
أيها المتصوف: لم هذه البطالة صر صوفيا حتى نقول لك أيها الصوفي.
أيها المتصوف: لم هذه البطالة صر صوفيا حتى نقول لك أيها الصوفي.
أي حبيبي : تظن أن هذه الطريقة تورث من أبيك، تسلسل من جدك، تأتيك باسم بكر وعمرو، تصير لك في وثيقة نسبك،تنقش لك على جيب خرقتك،على طرف تاجك،حسبت هذه البضاعة ثوب شعر،وتاجا وعكازا،ودلقا وعمامة كبيرة وزيا صالحا،لا والله،إن الله لا ينظر إلى كل هذا،ينظر إلى قلبك كيف يفرغ فيه سره وبركة قربه،وأنت غافل عنه بحجاب التاج،بحجاب الخرقة،بحجاب السبحة،بحجاب العصا،بحجاب المسوح،إيش هذا العقل الخالي من نور المعرفة؟إيش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل؟ما عملت بأعمال الطائفة وتلبس لباسهم يا مسكين.
البرهان المؤيد - الرفاعي الحسيني