الأولياء قناطر الخلق يعبر الموفقون عليهم إلى الله تعالى، أولئك هم العاملون المخلصون الخالصون،استخلصهم تعالى لعبادته،وقربهم من حضرته،فما حجب قلوبهم حجاب الغين طرفة عين،أخرجوا البين من البين، أقاموا طلاسم الكتم على الأسرار ،وقاموا الليل وصاموا النهار، بعضهم غلب عليه الفكر وبعضهم غلب عليه الذكر، وبعضهم جمع شتات الأمر، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
أوصيكم كل الوصية بعد علم واجبات الدين بصحبتهم فأنها ترياق مجرب، عندهم رأس الأمر كله ،عندهم الصدق والصفاء والذوق والوفاء، والتجرد من الدنيا والتجرد من الأخرى والتجرد إلى المولى، هذه الخصال لا تحصل بالقراءة والدرس والمجالس، لا تحصل إلا بصحبة الشيخ العارف، الذي يجمع بين الحال والمقال، يدل بمقاله وينهض بحاله ،"أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده".
[ البرهان المؤيد - الرفاعي الحسيني ]