آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أعلام التصوف : عبد القادر الجيلاني

نسب الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه:

الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة ، شيخ الإسلام ، علم الأولياء ،أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني  (470 هـ - 561 هـ) الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جنكى دوست بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن أبي محمد الحسن المثنى بن سيدنا الإمام الحسن السبط بن الإمام سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين الجيلي الحنبلي ، لقب بـ"باز الله الأشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد". وإليه تنتسب الطريقة القادرية .
مولده بجيلان في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة . 
وقدم بغداد شابا ، فتفقه على أبي سعد المخرمي .

مولده ونشأته

ولد في 11 ربيع الثاني وهو الأشهر سنة 470 هـ الموافق 1077م،وهناك خلاف في محل ولادته، حيث توجد روايات متعددة أهمها القول بولادته في جيلان في شمال إيران حالياً على ضفاف بحر قزوين ، و القول أنه ولد في جيلان العراق وهي قرية تاريخية قرب المدائن 40 كيلو متر جنوب بغداد، وهو ما أثبتته الدراسات التاريخية الأكاديمية وتعتمده العائلة الكيلانية ببغداد، وقد نشأ عبد القادر في أسرة وصفتها المصادر بالصالحة، فقد كان والده أبو صالح موسى معروفا بالزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالأعمال الصالحة ولذا كان لقبه "محب الجهاد".

قال السمعاني : كان عبد القادر من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه صالح دين خير ، كثير الذكر ، دائم الفكر ، سريع الدمعة ، تفقه على المخرمي ، وصحب الشيخ حمادا الدباس ، وكان يسكن بباب الأزج في مدرسة بنيت له ، مضينا لزيارته ، فخرج وقعد بين أصحابه ، وختموا القرآن ، فألقى درسا ما فهمت منه شيئا ، وأعجب من ذا أن أصحابه قاموا وأعادوا الدرس ، فلعلهم فهموا لإلفهم بكلامه وعبارته.

قال ابن النجار في " تاريخه " : دخل الشيخ عبد القادر بغداد في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، فتفقه على ابن عقيل ، وأبي الخطاب ، والمخرمي ،وأبي الحسين بن الفراء ، حتى أحكم الأصول والفروع والخلاف ، وسمع الحديث ، وقرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي ، واشتغل بالوعظ إلى أن برز فيه ، ثم لازم الخلوة والرياضة والمجاهدة والسياحة والمقام في الخراب والصحراء ، وصحب الدباس ، ثم إن الله أظهره للخلق ، وأوقع له القبول العظيم ، فعقد مجلس الوعظ في سنة إحدى وعشرين ، وأظهر الله الحكمة على لسانه ، ثم درس ، وأفتى ، وصار يقصد بالزيارة والنذور ، وصنف في الأصول والفروع ، وله كلام على لسان أهل الطريقة عال . وكتب إلي عبد الله بن أبي الحسن الجبائي : قال لي الشيخ عبد القادر : طالبتني نفسي يوما بشهوة ، فكنت أضاجرها ، وأدخل في درب ، وأخرج من آخر أطلب الصحراء ، فرأيت رقعة ملقاة ، فإذا فيها : ما للأقوياء والشهوات ، وإنما خلقت الشهوات للضعفاء . فخرجت الشهوة من قلبي . قال : وكنت أقتات بخروب الشوك وورق الخس من جانب النهر ."سير أعلام النبلاء"

عاش الشيخ عبد القادر تسعين سنة ، وانتقل إلى الله في عاشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة ، وشيعه خلق لا يحصون ، ودفن بمدرسته -رحمه الله تعالى . 
ثناء العلماء عليه: قال ابن الملقن في "طبقات الأولياء" أن الشيخ أحمد الرفاعي الكبير الحسيني قال عندما ذكر الشيخ عبد القادر في مجلسه: "الشيخ عبد القادر من يستطيع وصف مناقبه، ومن يبلغ مبلغه، ذاك رجل بحر الشريعة عن يمينه، وبحر الحقيقة عن يساره، من أيهما شاء اغترف، لا ثاني له في وقتنا هذا".
- يقول عنه الامام النووي رحمه الله في (بستان العارفين) :(ما علمنا فيما بلغنا من الثقات الناقلين كرامات الأولياء أكثر ما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه . كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عددا من أرباب المقامات الرفيعة وانعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه... ويتابع حتى يقول : شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه.. مبغضاً لأهل البدع والأهواء ) 

قال الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه ذيل طبقات الحنابلة: وللشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى كلام حسن في التوحيد، والصفات والقدر، وفي علوم المعرفة موافق للسنة.وله كتاب " الغنية لطالبي طريق الحق " وهو معروف، وله كتاب " فتوح الغيب " وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيرًا. وكان متمسكًا في مسائل الصفات، والقدر، ونحوهما بالسنة، بالغًا في الرد على من خالفها. 

وقال الإمام السمعاني رحمه الله : كان عبد القادر من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه ، صالح ، ديِّن ، خيِّر ، كثير الذكر ، دائم الفكر ، سريع الدمعة .انظر " سير أعلام النبلاء ". 
وقال ابن كثير رحمه الله : وكان له سمت حسن ، وصمت ، غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان فيه تزهد كثير ، له أحوال صالحة ومكاشفات ، ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ، ويذكرون عنه أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة ، وقد كان صالحاً ورِعاً ، وقد صنَّف كتاب " الغُنية " و " فتوح الغيب " ، وفيهما أشياء حسنة ، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وبالجملة كان من سادات المشايخ ." البداية والنهاية " . 
وقال الحافظ ابن رجب: "عبد القادر بن أبي صالح شيخ العصر وعلامة الحين، وقدوة العارفين، وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة...، ظهر للناس وحصل له القبول التام، وانتصر أهل السنة الشريفة بظهوره، وانخذل أهل البدع والأهواء، واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته، وجاءته الفتاوي من سائر الأقطار والبلاد، وهابه الخلفاء والوزراء والملوك فمن دونهم".
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتاواه :(والشيخ عبد القادرالجيلاني رحمه الله تعالى ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع والأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمراً بترك الهوى والإِرادة النفسية، فإِن الخطأ في الإِرادة من حيث هي إِرادة إِنما تقع من هذه الجهة، فهو يأمر السالك أن لا تكون له إِرادة من جهته هو أصلاً ؛ بل يريد ما يريد الربُّ عز وجل ؛ إِما إِرادة شرعية إِن تبين له ذلك، وإِلا جرى مع الإِرادة القدرية، فهو إِما مع أمر الرب وإِما مع خلقه. وهو سبحانه له الخلق والأمر. وهذه طريقة شرعية صحيحة)[مجموع فتاوى أحمد بن تيمية . 

من أقواله رضي الله عنه: 
  • قال : طِر إلى الحق بجناحى الكتاب والسنة. 
  • وقال: أخرجوا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضرُّكم. 
  • وقال : الاسم الأعظم أن تقول الله وليس في قلبك سواه. 
  • وقال : كونوا بوَّابين على باب قلوبكم ، وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، وأخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تُخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا. 
  • وقال : كلَّما جاهدتَ النفسَ وقتلتها بالطاعات حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة الله ماتت قال وهذا هو معنى حديث: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". 
  • وقال : اعمل الخير لمن يستحق ولمن لا يستحق و الاجر على الله. 
  • وقال : فتشت الأعمال كلها ، فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام ، أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع . 
  • وقال : ثلاث امور تضيّع بها وقتك: التحسّر على ما فاتك لأنه لن يعود، ومقارنة نفسك بغيرك لأنه لن يفيد، ومحاولة إرضاء كل الناس لأنه لن يكون 
  • وقال : «لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع ... وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع ... وخير ممن قام لله راكع ... وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع ... وخير ممن صام الدهر والحر واقع ... وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع ... فيــــــا بشرى لمن أطعم جائع».
  • قال : أراد الله مني منفعة الخلق ، فقد أسلم على يدي أكثر من خمسمائة ، وتاب على يدي أكثر من مائة ألف ، وهذا خير كثير ، وترد علي الأثقال التي لو وضعت على الجبال تفسخت ، فأضع جنبي على الأرض ، وأقول :" فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني . 
مؤلفاته

صنف عبد القادر الجيلاني مصنفات كثيرة في الأصول والفروع وفي أهل الأحوال والحقائق والتصوف، منها ما هو مطبوع ومنها مخطوط ومنها مصوّر، منها: 
  • إغاثة العارفين وغاية منى الواصلين. 
  • أوراد الجيلاني. 
  • آداب السلوك والتوصل إلى منازل السلوك. 
  • تحفة المتقين وسبيل العارفين. 
  • جلاء الخاطر. 
  • حزب الرجاء والانتهاء. 
  • الحزب الكبير. 
  • دعاء البسملة. 
  • الرسالة الغوثية: موجود منها نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد. 
  • رسالة في الأسماء العظيمة للطريق إلى الله. 
  • الغُنية لطالبي طريق الحق: وهو من أشهر كتبه في الأخلاق والآداب الإسلامية وهو جزءان. 
  • الفتح الرباني والفيض الرحماني: وهو من كتبه المشهورة وهو عبارة عن مجالس للشيوخ في الوعظ والإرشاد. 
  • فتوح الغيب : وهو عبارة عن مقالات للشيخ في العقائدوالإرشاد ويتألف من 78 مقالة. 
  • الفيوضات الربانية: وهكذا الكتاب ليس له ولكنة يحتوي الكثير من أوراده وأدعيته وأحزابه. 
  • معراج لطيف المعاني. 
  • يواقيت الحكم. 
  • سر الأسرار في التصوف: وهو كتاب معروف وتوجد نسخة منه في المكتبة القادرية ببغداد وفي مكتبة جامعة إسطنبول. 
  • الطريق إلى الله: كتاب عن الخلوة والبيعة والأسماء السبعة. 
  • رسائل الشيخ عبد القادر: 15 رسالة مترجمة للفارسية يوجد نسخة في مكتبة جامعة إسطنبول.
  • المواهب الرحمانية: ذكره صاحب روضات الجنات. 
  • حزب عبد القادر الجيلاني: مخطوط توجد نسخة منه في مكتبة الأوقاف ببغداد. 
  • تنبيه الغبي إلى رؤية النبي: نسخة مخطوطة بمكتبة الفاتيكان بروما. 
  • الرد على الرافضة: منسوب له وهو لمحمد بن وهب نسخة مخطوطة في المكتبة القادرية ببغداد. 
  • وصايا الشيخ عبد القادر: موجود في مكتبة فيض الله مراد تحت رقم 251. 
  • بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب: مواعظ للشيخ جمعها نور الدين أبو الحسن علي بن يوسف اللخمي الشطنوفي. 
  • تفسير الجيلاني: مخطوط في مكتبة رشيد كرامي في طرابلس الشام . 
  • الدلائل القادرية. 
  • الحديقة المصطفوية: مطبوعة بالفارسية والأردية. 
  • الحجة البيضاء. 
  • عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين. 
  • بشائر الخيرات. 
  • ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني. 
  • كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة. 
  • المختصر في علم الدين. 
  • مجموعة خطب.
توفي الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ليلة السبت 10 ربيع الثاني سنة 561 هـ، وقد بلغ تسعين سنة من عمره.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية