آخر الأخبار

جاري التحميل ...

هوى النفس


قال الله تعالى :{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
يقول عليه الصلاة والسلام: (أخوف ما أخاف على أمتي الهوى، وطول الأمل)

يقال إنما سمى هوى لأنه يهوي بصاحبه.
الهوى: ميل النفس إلى ما تهوى من غير تقييد بالشريعة.
قال أبو بكر الوراق: لم يجعل فى الدنيا والآخرة شىء أخبث من الهوى المخالف للحق.
وقال الفضيل: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس.
قال عمر بن عبد العزيز: إذا وافق الحقُّ الهوى، كان كالزبد بالبرسَام، أي: السكر.
قيل للحسن البصري رحمه الله : يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟ قال جهادك هواك.

الهوى: ما تهواه النفس، وتميل إليه، من الحظوظ الفانية، قلبية كانت، كحب الجاه، والمال، وكالميل في الحُكم عن صريح الحق، أو: نفسانية، كالتأنُّق في المآكل، والمشارب، والمناكح.
قال الجنيد - رحمة الله عليه -: أرقت ذات ليلة فقمت إلى وِرْدِى فلم أجد ما كنت أجد من الحلاوة فأردت النوم فلم أقدر عليه وأردت القعود فلم أطق ففتحت الباب وخرجت إلى السكة فلما سرت إلى أقصى السكة فإذا رجل ملتف فى عباءة مطروح فلما أحس بى رفع رأسه وقال لى: يا أبا القاسم إلى الساعة فقلت: يا سيدى من غير موعد تقدم. قال لى: بلى سألت محرك الأشياء أن يحرك إلىّ قلبك فقلت له: يا سيدى قد فعل فما حاجتك؟ قال: يا أبا القاسم متى يصير داء النفس دواءها؟ قلت: إذا خالفت هواها صار دواءها فأقبل على نفسه وهو يقول: اسمعى قد أجبتك بهذا الجواب سبع مرات فأبيت إلا أن تسمعيه من أبى القاسم وقد سمعتيه فانصرفتُ عنه ولم أقف عليه ولم أعرفه.

يقول ابن عجيبة :تمكن حلاة الهوى من القلب هو الداء العضال قلت حلاوة الهوى على قسمين هوى النفس وهوى القلب فهوى النفس يرجع لشهواتها الجسمانية كحلاوة المآكل والمشارب والملابي والمراكب والمناكح والمساكن وهوى القلب هو شهواته المعنوية كحب الجاه والرياسة والعز والمدح والخصوصية والكرامات وحلاوة الطابعات الحسية كمقام العباد والزهاد وحلاوة علم الحروف والرسوم فأما علاج هوى النفس فأمره قريب يمكن علاجه بالفرار من أوطان ذلك والزهد وصحبة الأخيار وأما علاج هوى القلب إذا تمكن فهو صعب وهو الداء العضال الذي أعضل الأطباء أي أعجزهم وحبسهم عن علاجه فلا يزيد الدواء إلا تمكنا وإنما يخرجه وارد إلهي بعناية سابقة بواسطة أو بغير واسطة كما أشار إلى ذلك بقوله لا يخرج الشهوة من القلب الاخوف مزعج أو شوق مقلق قلت الشهوة إذا تمكنت من القلب صعب علاجها فلا يمكن خروجها في العادة إلا بوارد قهري جلالي أو جمالي فالوارد الجلالي.
ورأس الهوى وعنصره هو حب الجاه وطلب الرئاسة. فمن نزل إلى أرض الخمول ، وخرق عوائد نفسه فيه ، انخرقت له الحجب ، ولاحت له الأنوار ، وأشرقت عليه الأسرار فى مدة قريبة ، وباللّه التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية