الدفن: هو التغطية والستر.
الخمول: سقوط المنزلة عند الناس.
نتائج الشجرة: ثمرتها أستعير هنا للحكم والمواهب والعلوم التي يجتنيها العبد من المعرفة بالله وذلك عند موت نفسه وحياة روحه.
استر نفسك أيها المريد وأدفنها في أرض الخمول حتى تستأنس به وتستحليه ويكون عندها أحلى من العسل ويصير الظهور عندها أمر من الحنظل، فإذا دفنتها في أرض الخمول وأمتدت عروقها فيه فحينئذ تجني ثمرتها ويتم لك نتاجها وهو سر الإخلاص والتحقق بمقام خواص الخواص.
وأما إذا لم تدفنها في أرض الخمول وتركتها على ظهر الشهرة تجول ماتت شجرتها أو أسقطت ثمرتها، فإذا جني العارفون ما غرسوه من جنات معارفهم من العلوم وما دفنوه من كنوز الحكم ومخازن الفهوم بقيت أنت فقيراً سائلاً أو سارقاً صائلاً .
قال بعض العارفين:" كلما دفنت نفسك أرضاً أرضاً سماً قلبك سماء سماء"،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبوا عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره في قسمه" وكان عليه الصلاة والسلام جالساً مع الأقرع بن حابس كبير بني تميم فمر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
وفي مدح الخمول أحاديث كثيرة وفضائل مشهورة ولو لم يكن فيه إلا الراحة وفراغ القلب لكان كافياً.
قال بعض الحكماء: الخمول نعمة والنفس تأباه والظهور نقمة والنفس تهواه.