الإشارة:
النفس التي تجادل عن نفسها، وتوفى مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ أو شر، إنما هي النفس الأمارة أو اللوامة.
وأما النفس المطمئنة بالله، الفانية في شهود ذات الله، لا ترى وجودًا مع الله فلا يتوجه عليها عتاب، ولا يترتب عليها حساب إذ لم يبق لها فعل تُحاسب عليه. وعلى تقدير وجوده فقد حاسبت قبل أن تحاسَب، بل هي في عداد السبعين ألفًا، الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهم المتوكلون. أو تقول: هي في عداد من يلقى الله بالله، فليس لها شيء سوى الله، فحجته، يوم تجادل النفوس، هو الله. كما قال الشاعر:
وجهك المحمود حجتنا ... يوم يأتي الناسُ بالحُجج
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد