آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية ( 199 ): من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها.

إن العبد قد تترادف عليه النعم والعوافي فلا يعرف قدرها ولا تعظم عنده كل التعظيم فإذا سلبها وضرب بالبلاء والأوجاع والمصائب فحينئذ يعرف قدر العافية، وكذلك الفقير يكون مصحوباً بالحضور والفكرة والنظرة فلا يعظم عنده قدرها فإذا أصابته الغفلة ورجع إلى الحس وفقد قلبه عرف ما كان عنده، فإذا التجأ واضطر إلى الله رد عليه ما سلبه،ويستعين العبد على معرفة قدر النعم بالتفكير فيها وبالتفكير في حال مرضه، وينظر إذا كان طائعاً في حال عصيانه، وينظر إذا كان ذاكرا إلى وقت غفلته، وينظر إذا كان عالماً إلى وقت جهله، وينظر إذا كان مصاحباً لشيخ عارف إلى وقت ضلالته، وينظر إذا كان عارفاً إلى وقت جهالته، وهكذا كل نعمة ينظر إلى وجود ضدها الذي كان موجوداً فيه قبل ذلك، فلا شك أنه يعرف قدرها فيشكرها فتدوم عليه، وأما من لم يتفكر في حال النعم فلا يعرف قدرها فيغفل عن شكرها فيسلب منها وهو لا يشعر.
قال بعضهم: شكر الله تعالى باللسان هو الاعتراف بالنعمة على وجه الخضوع، وشكر الله باليد هو الاتصاف بالخدمة على وجه الاخلاص، وشكر الله بالقلب هو مشاهدة المنة وحفظ الحرمة، وقال الجنيد رضي الله عنه:" ألا ترى نفسك أهلا للنعمة والا تعصى الله بنعمة" فإن قلت كيف يشكر النعم وهي لا تحصى، قلت:" القيام بها هو الاعتراف بها للمنعم وحده ".

إيقاظ الهمم في شرح الحكم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية