الشيخ سيدي حمزة بن العباس قدس الله سره
|
- ".... من حيث الوصايا التي أوصيكم بها هي أن ينظر الفقير (المريد السالك) في أخيه الفقير نظرة التعظيم. و كل فقير يتوجب عليه أن ينظر في أخيه الفقير كأنه ينظر لشيخه ؛ حيث تنعكس محبة و تعظيم الفقير لشيخه على إخوانه الفقراء.
- كما أوصيكم أن تستروا عورات بعضكم لبعض... و إياكم أن تفضحوا العورات ؛ و إذا ما شاهدتم أو سمعتم شيئا لا يُرضي اجبُروا بعضكم البعض بالكمال و دعوا قلوب إخوانكم حيث أنها آنية لله رب العالمين يضع فيها ما يشاء.. و ما عليكم إلا أن تتوجهوا بقلوبكم لله و أن تخلصوا في طريق الله. و هذه الطريقة من أتاها بصدق النية لن ينقصه خير... و هذه الطريقة لها إذن رباني و إذن محمدي، و من قصد من اجتبى الله بهذا الإذن فقد قصد الله، و من قصد الله فهو مرضي عند الله و لا يكن عندكم أدنى شك في ذلك.
- و إذا – لا قدر الله – انتقصتم أو حقرتم من بعضكم البعض ؛ أو تشيطنتم على بعضكم البعض ؛ أو فعلتم المكائد لبعضكم البعض فهذا بحكم التجربة يُهلك و يَضُر و لا تكن فيه مصلحة لأي أحد و لو بلغ أحدهم رتبة القطبانية يهوى لأسفل سافلين... و من صافا علاقته مع الآخرين سيبقى كذلك و يترقى في مراتب الصفاء.
- هذا ما أوصيكم به. ثم عليكم بكثرة الذكر... و لا تقنعوا بالاعتكافات (1) أو التقوية (2) و تقولوا هذا هو الذكر ؛ بل عليكم مع هذا أن تكثروا من الكلمة الطيبة و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم بحيث لا تسقط السبحة من أيديكم، و إذا كنتم مشغولين اذكروا الله و لو بأفواهكم حتى إذا اضطجعتم على فراش النوم ليلا و وضعتم رؤوسكم على الوسادة يبقى اللسان و القلب يلهجان بذكر لا إله إلا الله حتى ينام الفقير ذاكرا لا غافلا. هذه أيضا من الوصايا المهمة.
- كما أوصيكم باتباع الشريعة و أن تأمروا الآخرين باتباعها حسب المستطاع ؛ و من أراد الله تعالى لابد له من اتباع الشريعة سواءا في ذلك الفقراء و الفقيرات... و كلهم (أي الفقراء و الفقيرات) يسمعوا عن برامج الطريقة فما عليهم إلا الامتثال. لذا فمن طبق هاته الوصايا فله كل الخير.
- و هذه الطريقة نعمة كبرى لا يقصدها إلا من أحبه الله و لا يخلص فيها إلا من أراده الله : إذن فحاولوا، حاولوا، حاولوا أن تطبقوا تعليمات هذه الطريقة الربانية و لكن بحكمة التيسير و نورانية الذكر و سر الاعتقاد في الشيخ المربي و التوجه.
-----------------------------------------------------------------------------
(1) الاعتكاف كمصطلح لدى الشيخ سيدي حمزة بن العباس القادري البودشيشي رضي الله عنه هو سنة حميدة سنها للفقراء المريدين و أقله اعتكاف ثلاثة أيام كل سنة بمسجد الزاوية الأم بقرية مداغ قرب مدينة وجدة شرق المغرب حيث لا ينشغل الفقير إلا بالذكر و الصلاة على النبي و تلاوة القرآن وفق برنامج مكثف تبقى منه سويعات قليلة للنوم. هذا عدا اعتكاف شهر غشت و شهر رمضان من كل سنة حيث يؤكد عليهما الشيخ لكن يبقى الأمر تطوعيا للمتفرغين.
(2) التقوية : مصطلح أبدعه الشيخ لذكر جماعي مبارك حيث يتوجه الفقراء للقبلة بعد صلاة المغرب لذكر لا إله إلا الله سرا مع تغميض العينين لمدة ساعة و نصف ثم يشرعوا بعد ذلك بذكر الإسم المفرد "الله" جهرا لمدة نصف ساعة
(3) حتى يتم الاستمداد من الشيخ و الاستفادة منه حسب ما هو متعارف عليه بين أهل الله.